رؤية العليمي.. بين التحديات وصناعة المستقبل
امين عبدالخالق
منذ تولي فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئاسة مجلس القيادة الرئاسي، برز كقائد استثنائي يتمتع برؤي...
منذ تولي فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئاسة مجلس القيادة الرئاسي، برز كقائد استثنائي يتمتع برؤية متكاملة تسعى إلى إعادة بناء اليمن على أسس راسخة من الاستقرار والتنمية وتوحيد الصفوف، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد. ويبدو واضحًا أن نهجه يعتمد على فهم عميق للواقع السياسي، وتوازن مدروس بين القوة والحوار، ما يجعله شخصية محورية في هذه المرحلة التاريخية.
رؤيته أعمق من مجرد زيارات ومقابلات؛ فهو يدرك أن التحديات التي تواجه اليمن تتطلب حلولًا سياسية واجتماعية شاملة تنطلق من بناء دولة قوية، قادرة على مواجهة الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية. ولذلك، يعتمد في سياسته على تعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد كافة الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية، بغض النظر عن اختلافاتهم، ويسعى إلى ترسيخ روح الشراكة السياسية من خلال دعمه للحوار والتوافق الوطني، معتبرًا أن التفرقة لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور.
ويعمل فخامة الرئيس أيضًا على إعادة بناء مؤسسات الدولة، إذ يدرك أن استقرار البلاد يبدأ من تعزيز المؤسسات الوطنية، خاصة الأمنية والاقتصادية، لمواجهة الأزمات المتفاقمة. ومن هذا المنطلق، ينفذ إصلاحًا جذريًا للنظام الإداري والاقتصادي، بما يضمن توزيعًا عادلًا للموارد وتحقيق التنمية المستدامة. وقد تجلّى ذلك بوضوح في توجهه لإعادة ترتيب ملف مؤسسة القضاء، والذي أحرز فيه تقدمًا بارزًا، وإن لم يبلغ بعد كامل طموحه، لكنه حتمًا مع الأيام سيصل إلى ما يُراد له أن يكون، وسيحقق تطلعات الشعب والوطن.
ويخوض الرئيس صراعًا مريرًا في إطار حزمة قرارات البنك المركزي، للضغط باتجاه السلام وتوحيد القرار الاقتصادي، لما لذلك من أهمية على حياة المواطنين ومعيشتهم، وقد شهدنا جميعًا كيف كادت الأمور تخرج عن مسارها، ليتحول الصراع من مواجهة مع العدو إلى صراع داخلي، يُسهم في إضعاف الشرعية لصالح جماعات ضغط اقتصادية تتقاطع مصالحها مع مشروع الانقلاب، الذي يُجيد تقديم أجندته الخفية في قوالب إعلامية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
أما على صعيد العلاقات الدولية، فيحرص الرئيس العليمي على انتهاج سياسة خارجية متوازنة تضمن لليمن مكانة قوية بين الدول، وتُعزز التعاون مع الأشقاء والأصدقاء، دون الانجرار إلى سياسات قد تمس بسيادة البلاد أو تُقيد قرارها الوطني المستقل.
ورغم أن الرئيس ورث دولة منهكة بالصراعات والانقسامات، إلا أنه لم يتوانَ عن وضع خطة إنقاذ واضحة، ورغم أن وتيرة الإنجاز قد تبدو بطيئة في بعض الأحيان، فإن حنكته السياسية وصبره في مواجهة التحديات، تؤكد أنه قائد يضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، ومن أبرز التحديات التي يواجهها تعقيدات التحالفات الإقليمية، ومساعيه لتحقيق توازن دقيق بين متطلبات القوى المحلية والدولية.
وتُثبت قدرته على إدارة هذه الملفات بحنكة أنه نموذج يُحتذى به في إدارة الأزمات، ومع ذلك، تظل الفجوة الإعلامية قائمة؛ فالإعلام الحالي يفتقر إلى العمق في نقل الفكرة السياسية للرئيس، إذ يكتفي غالبًا بالتقارير الإخبارية السطحية، دون تقديم تحليلات تُوضح كيف يُخطط الرئيس لإنقاذ اليمن.
ما نحتاجه هو إعلام محترف، قادر على تحويل أفكار الرئيس واستراتيجياته إلى محتوى جذّاب وملهم، سواء عبر المقالات أو البرامج، فالإعلام هو الجسر بين القائد والشعب، ولا يمكن لفكرة عظيمة أن تُثمر دون تقديمها في قالب إبداعي يُلهِم الناس ويحفّزهم على التفاعل.
إن فخامة الرئيس العليمي ليس مجرد رجل دولة، بل هو قائد يحمل رؤية شاملة لإعادة بناء اليمن وسط هذه التحديات الراهنة، ويبدو جليًا أن نهجه القائم على التوازن بين القوة والسياسة هو ما سيعيد الاستقرار للبلاد، إلا أن التحدي الأكبر يظل في كيفية إيصال هذه الرؤية إلى الجمهور بشكل أكثر فاعلية، فالإعلام هو حجر الزاوية في هذه المرحلة.
وإذا استطعنا تطوير أدواتنا الإعلامية، فإننا سنُسهِم بفعالية في تحقيق نجاحات أكبر تحت قيادة الرئيس العليمي. فلنعمل جميعًا على تحويل هذا الجهد السياسي إلى خطاب مؤثر، يُقنع الناس بأن المستقبل المشرق لليمن بات قريبًا، وأن الطريق إلى وطن مزدهر يمر عبر الإيمان بهذه الرؤية والعمل معًا لتحقيقها.