الجبزية: جمال طبيعي وتراثي عريق في قلب مديرية المعافر

تقع عزلة الجبزية في مديرية المعافر بمحافظة تعز، وهي واحدة من أروع العزل التي تجمع بين الجمال الطبيعي والتاريخ العريق. تحيط بها الجبال من ثلاث جهات: الشمال، والجنوب، والغرب، مما يضفي عليها سحرًا خاصًا ويجعلها محط أنظار المحبين للطبيعة.

من بين أبرز معالم الجبزية جبل الراهش، الذي سجل مواقف وطنية عظيمة خلال الحروب، حيث وقف كحجر عثرة أمام تقدم مليشيا الحوثي أثناء سيطرتها على مديرية المسراخ. كان لهذا الجبل دور بارز في تحرير المنطقة من قبضة الحوثيين، لتظل ذكرى الصمود والتضحية حاضرة في وجدان أهل الجبزية.

لا تقتصر الجماليات الطبيعية للجبزية على جبل الراهش فحسب، بل تمتد لتشمل جبال عماد الدين، القله، وجباح، والشناخب ، التي تساهم في تشكيل منظر طبيعي رائع يعكس جاذبية المنطقة. هذه الجبال تعتبر من أبرز معالم الجبزية الجغرافية التي تجمع بين التضاريس الوعرة والجمال الأخاذ، مما يجعل المنطقة وجهة مثالية لعشاق الطبيعة.

إلى جانب الجبال، تتميز الجبزية أيضًا بوجود العديد من الأودية الخلابة مثل وادي المديد، غيل بط، وأودية عمارا، وهي مشهورة بزراعة الذرة، الحبوب، وبعض الخضروات التي تسهم في تأمين احتياجات الأهالي الزراعية وتزيد من جمال المنطقة وخصوبتها.

شهدت عزلة الجبزية في السنوات الأخيرة العديد من المشاريع التنموية التي عملت على تحسين بنية المنطقة التحتية، ومن أهمها رصف الطريق الرئيسية للعزلة بنسبة تقارب 85%. يعود الفضل في هذا الإنجاز الكبير إلى جهود مجالس القرى التي تعاونت مع السلطات المحلية لتحقيق هذا المشروع الحيوي. ورغم ذلك، ما تزال الجبزية بحاجة إلى المزيد من المشاريع التنموية لتواكب التقدم الذي تحقق في بعض مناطق مديرية المعافر.

الجبزية تزخر أيضًا بالشخصيات الاجتماعية، السياسية، الإعلامية، والثقافية التي كان لها دور كبير في التأثير على مستوى المديرية او محافظة تعز. هؤلاء الأشخاص أثروا في تطوير المنطقة ورفعوا اسم الجبزية عاليًا في مختلف المجالات.

وفي فصل الصيف، تتزين الجبال والوديان في الجبزية بالبساط الأخضر، حيث يصبح المنظر طبيعيًا ساحرًا ، ويجعل الجبزية مكانًا مناسبًا للاستجمام والتمتع بالطبيعة.

عزلة الجبزية تحتوي أيضًا على قلاع ودور قديمة وأضرحة تراثية، مثل قلعة المصنعة، حصن دار الكافر، دار المدخانة، وقبة عبد الرزاق و قبة عبد الرؤوف. هذه المعالم تعتبر شاهدًا على تاريخ طويل من الحضارة والتراث في المنطقة، وتلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الهوية الثقافية لأبناء الجبزية.

رغم الجمال الذي تتمتع به الجبزية، إلا أنها لا تزال من أقل العزل حظًا من المشاريع التنموية على مستوى مديرية المعافر. ورغم ذلك، تظل الجبزية أحد أجمل العزل في المعافر، وتجسد نموذجًا للصمود الوطني، والجمال الطبيعي، والحفاظ على التراث.

ويبقى أهل الجبزية أوفياء لأرضهم، محافظين على قيمهم وهويتهم، يواصلون بناء مجتمعهم رغم الصعوبات والتحديات، على أمل أن تأتي الأيام بما يحقق المزيد من التنمية لهذه المنطقة العريقة.

مقالات الكاتب