عام الخلاص
عقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، سلسلة من اللقاءات السياسية المهمة مع قيادا...
للمرة الثانية أرافق فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، إلى نيويورك للمشاركة في لقاءات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
أشعر بامتنان عميق لكوني ضمن فريق فخامته، وأدرك أنه يفضّل دائمًا لقب "الدكتور"، فهو الأقرب إلى قلبه من بين كل الألقاب، وهو اللقب الذي يختصر شخصيته العلمية والإنسانية.
شخصيًا، أعتبر نفسي تلميذًا في مدرسة الدكتور رشاد؛ أتعلم منها ثقافة وخُلُقًا، عملًا وصبرًا. فهو شخصية استثنائية، يمتاز بلا منافس بقدرته على كسب ود الآخرين بلطف وتواضع. ويصر دائمًا بأسلوبه الراقي على أن يعاملك كأب، يتذكر المواقف الصغيرة قبل الكبيرة، ويصوغ منها حوارًا جادًا يفيض بالحكمة وتجارب السنين.
سألني صديق عزيز ذات مرة: كيف هو العمل مع الدكتور رشاد؟
فأجبته: "تشعر وكأنك في دورة تعليمية تثقيفية مستمرة". فعلى سبيل المثال، لم يحدث يومًا أن جلسنا إلى مائدة طعام إلا وكان أول ما يفعله أن يتفقد الحضور ويسأل: أين فلان؟ فلا يمد يده إلى الطعام حتى يجتمع الجميع. هذه الصفة وحدها كافية لتشعرك أنك أمام شخصية كبيرة، تربوية واجتماعية بامتياز.
سياسيًا، يمثل الدكتور رشاد مدرسة متفرّدة في القيادة وإدارة الدولة. فقد صقلته التجارب والمواقف السياسية والحزبية والاجتماعية، حتى أصبح أكثر قدرة على التعامل مع الواقع بوعي وهدوء. وهو يؤمن أن السياسة وسيلة لبناء الوطن وخدمة الناس، لا ساحة صراع على النفوذ. ولذلك تجده دائمًا يبحث عن نقاط الالتقاء، جامعًا لا مفرّقًا، واضعًا نصب عينيه أن الوطن يتسع للجميع.
ويتميّز الدكتور رشاد بأنه لا يتسرع في اتخاذ القرار، بل يدرسه بعمق ويتشاور مع الجهات المختصة، ليصل إلى حلول عملية لا تزيد الأزمات تعقيدًا. والأهم من ذلك أنه لا يقيس الأمور بميزان الانتماءات الحزبية أو المناطقية، بل ينظر إلى المستقبل بعين وطنية صادقة، هدفها بناء الوطن والنهوض به، ومنح الفرص للكفاءات بعيدًا عن الولاءات الضيقة التي أثقلت كاهل هذا الوطن طويلًا.
سيحمل الدكتور رشاد العليمي هموم الوطن إلى الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ليعرض أمام العالم حجم الدمار والخراب الذي خلّفه انقلاب ميليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة وإسقاطها بقوة السلاح، إضافة إلى عسكرة البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية، وما ترتب على ذلك من تدخلات عسكرية خارجية.
وخلال هذه الدورة، سيؤكد الدكتور رشاد العليمي موقف اليمن الثابت والداعم للاعتراف بدولة فلسطين، باعتباره الحدث السياسي الأبرز في هذه الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.