الرئيس العليمي.. رجل المرحلة وقائد التحولات
في وضع يكتنفه الغموض، وتسوده المتناقضات، وتتجلى فيه التعقيدات، وتتباين فيه المعضلات بمختلف أنواعها و...
الرئيس غادر عدن، نعم.
لكن هل هي مغادرة منصرف، أم عودة استراتيجية إلى قلب المعركة؟
البعض ينظر للأمر من باب المكان، لا الوظيفة.
والحقيقة أن الوظيفة الرئاسية في بلدٍ يعيش حربًا مركبة تتجاوز مجرد التواجد الجغرافي.
فحين يكون العدو مدعومًا من قوى تخريبية، ومتورطًا في شبكات تهريب إقليمية عابرة للحدود، بينما تكافح أنت من أجل الحفاظ على المكاسب المحققة لعزله، وإبقاء انتباه المجتمع الدولي متحفزًا لإنهاء هذا العبث،
فإن القيادة تتحول إلى وظيفة سياسية دولية بامتياز، لا محلية فحسب.
الرئيس بقي في عدن لأشهر، ولم يغادرها للنزهة، وإنما لدعم وتعزيز هدف العمل من الداخل، وحشد كافة الجهود لإحداث التحول المطلوب على الأصعدة الاقتصادية، والخدمية، والأمنية، والعسكرية.
ما تغيّر الآن هو متطلبات المعركة.
الرئيس بحاجة إلى تنسيق مباشر، عاجل، ومتواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، خصوصًا في ظل هجمات الحوثيين المتصاعدة، وتعذّر وصول ممثلي بعض الدول مؤقتًا إلى الداخل.
فكيف يمكن حشد الدعم المالي، والسياسي، والعسكري، بمعزل عن الاتصال بشركاء الخارج؟
من يطالب الرئيس، في ظروف كهذه، بالبقاء في الداخل فقط، يجهل أن العدو في الخارج، وأن جحيم العزلة التي تعيشها الميليشيات، لا يجب السماح لها بالتوسع إلى كامل الجغرافيا اليمنية.