من هو أول محافظ لأبين؟ قصة شهيد حرر الجنوب وأُعدم بصمت
يتساءل الكثير من أبناء الجيل الجديد: من كان أول محافظ لمحافظة أبين بعد الاستقلال؟والإجابةالشهيد جعبل...
يتساءل الكثير من أبناء الجيل الجديد: من كان أول محافظ لمحافظة أبين بعد الاستقلال؟
والإجابة
الشهيد جعبل محمد الشعوي.. أول محافظ لأبين وصوت الجنوب الذي أسكته الرصاص
قصة نضال وشهامة وفداء،
عنوانها الشهيد جعبل محمد الشعوي، ابن قبيلة أهل أمشعة، وأحد أعمدة الجبهة القومية التي كانت شوكة في خاصرة الاستعمار البريطاني، ويدًا قوية ساهمت في إسقاط الاستعمار البريطاني وما كان يسمى بـ"اتحاد إمارات الجنوب العربي" الذي أقامه المستعمر لتفتيت إرادة الجنوب.
كان جعبل الشعوي صوتًا صادقًا من ريف أبين، لكنه اختار أن يكون في قلب المعركة، فخاض نضاله مع رفاقه في الجبهة القومية حتى نال الجنوب استقلاله في 30 نوفمبر 1967، وهناك كان تكريمه الحقيقي: تعيينه أول محافظ للمحافظة الثالثة (أبين)، وهو المنصب الذي حمله بعزة الرجال، وصدق الموقف، وانحياز دائم للفلاح، والعامل، والمواطن البسيط.
ولم يكن المنصب غايته، فقد ظل صوتًا حرًا، قريبًا من هموم شعبه، حتى تم اختياره لاحقًا مستشارًا لرئيس الجمهورية قحطان الشعبي، في مرحلة كانت مفصلية في تاريخ الجنوب. لكن رياح السياسة آنذاك لم تكن نزيهة، ففي 22 يونيو 1969 طالت يد الغدر رفاق الثورة، وتم اعتقاله مع عدد من الوزراء والقادة الوطنيين الذين حلموا بوطن يسوده العدل والمساواة
وفي عام 1972م ارتكبت أبشع جريمة سياسية، حين تمت تصفيته مع كوكبة من رموز الجنوب، في مقدمتهم المناضل الصديق الجفة الفشاسي، في صفحة سوداء ما زالت تئن منها ذاكرة الوطن، وقلوب أبنائه.
هكذا رحل الشهيد جعبل الشعوي، كما رحل الكثير من الأوفياء بصمت، دون ضجيج إعلام أو إنصاف رسمي.
لكن التاريخ لا ينسى، والوطن لا يُبنى بالنسيان.
فمن حق هذا الجيل أن يعرف من الذي حمل السلاح، وكتب اسمه في سجل الوطن بمداد من دم
الرحمة والخلود للشهيد الشعوي ورفاقه، والخزي لكل من غدر بهم.
جنوب اليوم مدين لكم، وماضينا الجميل لا يكتمل إلا بإنصاف سيرتكم.
رمزي الفضلي