طارق… القائد الإنسان في الميدان

في زمنٍ عزَّ فيه القادة، وقلّ فيه من يعيش مع الناس لا فوقهم، يطلّ علينا العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، كوجهٍ إنساني صادق وراسخ في الميدان، لا تغريه الأضواء، ولا تلهيه المناصب عن صلب المعركة: الدفاع عن اليمن، واستعادة جمهوريتها من براثن الإمامة الحوثية.

عيد الأضحى المبارك هذا العام لم يكن مناسبة خاصة لطارق صالح، بل كان محطة أخرى في مشوار العطاء والمسؤولية. لم يكتفِ بتهاني البرتوكول، بل فتح أبواب المخا على مصراعيها ليستقبل جموع المواطنين بوجهٍ بشوش وقلبٍ مفتوح. صافح الرجال، واحتضن الأطفال، وسأل عن المحتاجين وكأنهم من أهله، لأنهم كذلك في نظره.

ولم يكتفِ القائد الإنساني بهذا، بل جاب الميدان من جديد. زار المشاريع التنموية، وتفقد سير العمل فيها، ليؤكد أن معركة التحرير لا تنفصل عن معركة البناء. ثم كانت زيارته إلى الجبهات، حيث شارك أبطال الجيش أفراحهم، ليس كضيف شرف، بل كأحدهم، مقاتل ببدلته العسكرية، حاضر بعزيمته وإيمانه.

وفي لفتة أبوية إنسانية تجسد أسمى معاني الوفاء، شارك أبناء الشهداء والجرحى فرحة العيد، واستقبلهم بقلب الأب القريب من جراحهم، الساعي لرد الجميل لأسر قدمت فلذات أكبادها فداءً للوطن. بل وامتدت يده البيضاء عبر الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية، التي وزعت مشاريع العيد في مختلف المحافظات، لتصل البسمة إلى وجوه المحرومين، وتعيد العيد إلى بيوت طالها وجع الحرب.

طارق صالح ليس سياسيًا نمطيًا، ولا قائدًا تقليديًا. هو مشروع دولة، ورمز لوحدة الصف الجمهوري، يعمل بصمت في زمن الضجيج، ويجمع شتات القوى في زمن التمزق. لا يبحث عن مجدٍ شخصي، بل عن نصر وطني يعيد لليمن وجهه الجمهوري وروحه العربية الأصيلة.

وفي الوقت الذي يتفرغ فيه البعض للخطابات والشعارات، يختار طارق صالح أن يكون حيث ينبغي أن يكون: في الميدان، بين الرجال، فوق الأرض اليمنية، يبني بيدٍ، ويقاتل بالأخرى.

هذا هو طارق صالح كما يعرفه جنوده، ويقدّره الناس، ويهابه الحوثي. قائد لم تغيّره الأيام، بل زادته ثباتًا. إنسان في هيئة محارب، وأب في جسد قائد، ورمز لليمن الجديد الذي يولد من رحم التضحية.

مقالات الكاتب