إلى أهلنا والذائدين عن شرف الأمة في غ. ز ة العزة (طبتم بما صبرتم)!!
ستستمرون في صمودكم، وهذا عهدنا بكم، وستعودون كما كنتم أكثر قوة وأكثر ثباتًا، فأنتم خير من حمل الراية...
(1)
أظهرت فعالية الضالع الأخيرة إلى العلن واقعًا لطالما بذلت أطرافه المليارات وتخلت عن الأخلاقيات والأهداف لإخفائه والقفز عليه. واقع يؤكد أن المعركة جنوبية جنوبية، وأن معركة جماعة الزبيدي قد انحسر مدها من ثورة تحرير للجنوب إلى معركة إثبات حضور أمام الشنفره وأتباعه وبقية القوى الجنوبية، فأصبحت رحى المعركة تدور في إطار مديرية الضالع!
(2)
فتح الكفيل الإقليمي معركة جديدة أمام أدواته في الجنوب، بعد أن سقطت من أيديهم محافظات أبين وشبوة وحضرموت ومديريات ردفان والصبيحة وحوطة لحج وعدن، وكثير من مناطق الضالع، والتي سبقتها معركة خسران المهرة وبيعة سقطرى، ورمى بأدواته في اتونها، وهو يعلم أن النتيجة لن تختلف عن سابقاتها!
(3)
الزبيدي لا يتعلم ولا يريد أن يتعلم، فرغم النصح الذي قُدم له لينتقل بعقليته من عقلية الجندي أبن القرية المتلقي للأوامر إلى عقلية القائد الساعي إلى وطن والمالك لاستقلالية قراره، إلا أنه يواصل رحلة الهروب إلى الأمام، بانياً آماله الشخصية على معجزة أن تكون محطته القادمة أفضل مما سبقها. ولم تظهر على سلوكيات الرجل حتى اللحظة أي مؤشرات تدل على أنه يستند إلى خطط وطنية أو سياسات طويلة أو قصيرة المدى، وهذا ما يجعله دائم التخبط في مستنقع التناقض فعلاً وخطابًا!!
(4)
في العام 2016م، جمعنا بالزبيدي لقاءً في مكتبه حين تفضل عليه الرئيس هادي بمنصب محافظ عدن، وكان حاضرًا في اللقاء إلى جانبنا مجموعة من قادة الحراك الجنوبي السلمي. جرى الحديث معه حول ضرورة بناء الإنسان والاهتمام بعدن وأهلها بعيدًا عن التصنيفات الحزبية والمناطقية وغيرها، وبالتوجه لبناء عدن من حيث توفير الخدمات للناس، وتم تنبيهه إلى أن هذا سوف يصب في رصيده الشخصي وكذلك في رصيد القضية الجنوبية. وكان رد الرجل حينها عاطفيًا شعاراتيًا خاليًا من أي فكر سياسي أو حتى عسكري، فالرجل كانت تُملى عليه عبارات يرددها دون إدراك لمعناها !!
(5)
واليوم مضى ما يقارب عشر سنوات على ذلك اللقاء الذي قال فيه الزبيدي إن (الحراك الجنوبي انتهى وأن المقاومة الجنوبية انتهت وأنه بات مسيطرًا على الجنوب). كان يفترض أن الزبيدي قد تعلم شيئًا من أبجديات القيادة، إلا أنه يفاجئ الجميع بأنه لا يتعلم حين يقوم بتبذير المليارات من الريالات ليس لتحرير المناطق الجنوبية، ولا لاستعادة القرار الجنوبي المختطف، ولا لمداوة التصدع الذي يعصف بوحدة المجتمع الجنوبي، ولا لدفع مرتبات أبناء الجنوب وتحسين معيشتهم، ولا لاستعادة الأمن في شارع واحد من شوارع عدن أو غيرها، بل لتسجيل حضوره الشخصي في مواجهة القوى الجنوبية التي يرى فيها خصومًا لتطلعاته الشخصية، وفي مواجهة أبن منطقته الشنفرى الذي أفزع الزبيدي نشاطه وتحركاته في الأشهر الماضية، وبات يمثل تهديدًا له في عقر داره!
(6)
ما بين لقاء مكتب المحافظ في العام 2016م وبين حشد مديرية الضالع بالأمس، مررنا جميعًا بسنوات عجاف من التقهقر على كل المستويات المعيشية والاجتماعية والسياسية وغيرها. والسبب في كل ذلك أن الزبيدي يعيش حالة صراع نفسي سببها خوفه المرضي على ما تحقق له على حساب القضية الجنوبية. فهو بالقضية أصبح من المليارديرات المنافسين في عالم المال والأعمال، وعلى المستوى الوظيفي حقق مكسبًا لم يكن يحلم به يتمثل في عضوية مجلس مستشاري السفير السعودي وأبو خليفة الإماراتي (رشاد العليمي)!
(7)
أعلن الزبيدي عن نفسه بمليارات الريالات في فعالية الضالع، وكان الحاضر الغامض الذي لا ظهر حضوره يمني يمثل مجلس التقاسم (السعودي الإماراتي)، ولا ظهر جنوبي بصفته في جماعة الانتقالي.
خصوصًا مع غياب ممثلي الجماعة أبو زرعة والبحسني. وكانت المحصلة لكل ذلك العبث سلبية بكل المقاييس، فقد عمقت الانقسام في الشارع الجنوبي وأشعلت معارك لا جدوى منها، سلاحها التسجيلات المتبادلة بين الأتباع للجماعة والمنتمين للوطن!
(8)
سيعود الزبيدي إلى وطنه الإمارات منتظرًا للتوجيهات والمكافأة لما قام به من جهد لإرضاء الكفيل، وبالمقابل سيستمر التمكين له ماديًا للسيطرة على جماعته وإذلال أعضائها بالمزيد من الأبعاد والإقصاء عن دائرة القرار. وسيستمر أعضاء الجماعة وقيادتها في مهامهم اليومية المنحصرة في التواصل عبر الخاص مع أعضاء (مجموعاتهم) وتوجيه اللوم والعتاب لكل من يتجاهل أو يتكاسل عن التعليق والإعجاب بما يطرحه ويقوم به الرئيس القائد.
(9)
وسيكون على أبناء الجنوب الانتظار حتى مناسبة نوفمبر القادمة ليخرج إلينا الزبيدي وجماعته بخيبة جديدة يؤكدون من خلالها امتلاكهم لحصرية إنتاج الخيبات!!