إلى أهلنا والذائدين عن شرف الأمة في غ. ز ة العزة (طبتم بما صبرتم)!!

ستستمرون في صمودكم، وهذا عهدنا بكم، وستعودون كما كنتم أكثر قوة وأكثر ثباتًا، فأنتم خير من حمل الراية والماضون بإذن الله تحت شعار (نصر أو استشهاد). ستستمرون في تذكير العالم بأن الحرية تنزع ولا تُوهب، وبأن الحق لا يموت طالما أن المطالب بهذا الحق فلسطيني شهد موقعة غزة!!

وقفتم في وجه أنظمة العالم المتخاذل وأمام طغيانها وجبروتها، وأثبتم من جديد صحة أن العزيمة والإيمان بالحق والثقة بالله هي الأسلحة الأكثر فاعلية وفتكًا. وأثبتم للمتخاذلين الرعاديد من أدعياء الأخوة معكم من الأعراب بأنكم لستم عاجزين عن المضي دونهم، ولكنكم أردتم لهم العزة فاختاروا المذلة والهوان!!

طبتم بما صبرتم، فقد علمتم الكون درسًا جديدًا في البطولة والإقدام، ورفعتم رؤوسنا جميعًا، ونصرتم المستضعفين في كل أرجاء الكون، وصحت معكم ضمائر الشعوب فعادت إلى الحياة، وامتلأت شوارع عواصم العالم بمناصريكم ومناصري قضيتكم وحقكم في العيش الكريم. وكشفتم الوجه القبيح لنازيي العصر الحديث، وفضحتم دموية وإجرام النظام العالمي الجديد الذي يحاول بناء أسس باطلة على حساب أسس حق العيش الكريم والتحرر والانعتاق.

طبتم بما صبرتم، فقد أعدتم لقضية فلسطين وجهها العربي الوضاء، وحملتها أنهار دمائكم الزكية إلى الواجهة وبقوة، بعد أن دنستها أحبار اتفاقات الاستسلام وانبطاح الأنظمة الرسمية العربية ومؤامرات أخوة الدم عليكم، وتكالب أهل الباطل ضدكم، وبعد أن عملت الارتعاشات العربية الرسمية على محاصرتها ومحاولة وأدها!

طبتم بما صبرتم، فقد كشفتم زيف ادعاء القوة وفضحتم الجيش الذي لا يُقهر، الذي صنعته أجهزة الإعلام العبرية في عواصم الأنظمة العربية الرسمية، وكسرتم غرور طغاة العصر، وعلمتموهم درسًا بالغًا مفاده أن فرعون قد أغرقه الحق، وأن من يقف في وجه الحق لا شك هالك بالغرق في محيط إيمان وصمود الأبطال في غزة وفي أي بقعة من بقاع الكون!

طبتم بما صبرتم، فقد حققتم ما لم تحققه جيوش وأنظمة ودول، وكشفتم حقيقة أن الجيوش العربية ليست إلا قطعانًا مستهلكة لا وظيفة لها سوى أنها أدوات قمع ضد الشعوب المغلوبة، وحوائط صد تحمي الحكام والأنظمة. وكشفتم للعالم أيضًا أن هناك أمة حية يمكن أن تخرج من خيمة حاكم عربي ميت، وأن موت الحاكم لا يعني بالضرورة موت الأمة!

طبتم بما صبرتم، يا أطفال ونساء وشيوخ غزة، ويا رجالها الذين كشفتم أن للرجولة معانٍ وعناوين ومعايير ومقومات لا تتواجد إلا فيكم وفي من وقف معكم بالفعل لا بالقول في اليمن ولبنان وطهران والعراق وسوريا والضفة الغربية. طبتم، فقد استعدتم لنا بعض كرامتنا المهدورة على أيدي الأنظمة العميلة والمتصهينة!

طبتم بما صبرتم، فقد كنتم وما زلتم وستستمرون تمثلون طوفانًا جارفًا يطهر الأمة من أدران حكامها وأنظمتها الرسمية وخيانة نخبها وجهالة وغفلة واستسلام شعوبها. طوفان لم ولن توقفه أبواق الإعلام العبري وتابعه العربي، ولن توقفه أو تقلل منه كلمات المنهزمين وخطابهم المرتعش. طوفان طهر الأمة من درن اتفاقات الاستسلام وكشف زيفها وكذبها وضئالة من يستظلون بها!

طبتم بما صبرتم ووجوهكم بيضاء اليوم ويوم تلقون الله سبحانه وتعالى. وتحية وإجلال وإكبار لكم ولمن اصطف في صفكم من اليمن التاريخ والحضارة والإيمان، ولبنان الصمود والتضحية، والعراق التاريخ والسند، وسوريا الثبات والمدد، وطهران الإيمان بالحق ونصرته، وغيرها من مواطن الشرف والعزة والكرامة!!

مقالات الكاتب