كتب صخر الخطيب:الاحزاب السياسية وسباق العمالة في اليمن

كريتر سكاي: خاص

 

تعتبر الأحزاب السياسية في اليمن من أهم العوامل التي تؤثر على الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد. ولكن، قد يبدو للوهلة الأولى أن بعض هذه الأحزاب قد انحرفت عن مسارها الأساسي المتمثل في خدمة الوطن، وبدلاً من ذلك، تسابقت نحو العمالة والتبعية لقوى خارجية. هذا الواقع المتمثل في ولاء بعض الأحزاب لعوامل خارجية يعكس حالة من الفوضى وعدم الاستقرار التي يعاني منها اليمن، مما يجعل من الصعب على الشعب اليمني إيجاد من يدافع عن مصالحه الحقيقية.

حزب الإصلاح، الذي يعد واحداً من أبرز الأحزاب السياسية في اليمن، يعاني من تهمة الخيانة الوطنية، حيث ينظر إليه كثيرون على أنه يعمل لصالح قطر وتركيا. يتجلى ذلك في تفاعلات الحزب مع الأحداث السياسية في المنطقة، حيث يبدو أنه يسعى لتحقيق مصالح تلك الدول على حساب مصالح الشعب اليمني. رغم أن الحزب يدعي الدفاع عن الهوية الوطنية، إلا أن مواقفه وتصريحات قياداته تشير إلى تحالفات مشبوهة قد تؤثر سلباً على مستقبل اليمن واستقلاله.

من جهة أخرى، تأتي  مليشيات  الحوثي، التي تتمتع بتأييد وإمدادات من إيران، مما يجعلها تمثل عنصراً آخر من عناصر العمالة السياسية في اليمن. تسعى الحركة، تحت شعار المقاومة والتحرير، إلى تنفيذ أجندة إيرانية تتجاوز الحدود اليمنية، وهو ما يعزز من خطر الاحتلال الفكري والسياسي الذي تعاني منه البلاد. شعب اليمن، الذي عانى من الويلات بسبب الحروب والصراعات المتتالية، يجد نفسه بين مطرقة الحوثي وسنديان حزب الإصلاح، مما يزيد من معاناته ويعمق من أزماته.

إن وجود أحزاب سياسية تتسابق في العمالة والخيانة يعكس حالة من الفشل في بناء دولة مؤسسات قوية تعبر عن تطلعات الشعب وتلبي احتياجاته. بدلاً من أن تكون هذه الأحزاب جزءاً من الحل، أصبحت معول هدم يساهم في تفكيك البلاد وزيادة الفجوة بين فئات المجتمع. الانقسامات الحادة بين هذه القوى السياسية تؤدي إلى نشوء بيئة من التوتر والصراع، مما يجعل من الصعب تحقيق السلام والاستقرار.

علاوة على ذلك، تتعرض اليمن لمؤامرات خارجية تستهدف استغلال هذه الانقسامات لتحقيق أهداف سياسية. فالدعم الخارجي الذي تتلقاه بعض الأحزاب يعكس محاولات هذه الدول لتوسيع نفوذها في المنطقة على حساب السيادة الوطنية لليمن. هذا الواقع يمثل دعوة للأحزاب اليمنية لتغيير مسارها وتحمل المسؤولية نحو الشعب، بدلاً من الانزلاق نحو العمالة والتبعية.

يتوجب على الأحزاب السياسية في اليمن أن تدرك أن مستقبل الوطن لا يمكن أن يبنى إلا من خلال العمل لصالح الشعب بعيداً عن الأجندات الخارجية. إن العودة إلى القيم الوطنية والمصلحة العامة هي السبيل الوحيد للخروج من دائرة الفوضى والانقسام. على الشعب اليمني أن يكون واعياً لهذه الحقائق وأن يعمل على تعزيز الوعي السياسي والمشاركة الفعالة في صنع القرارات التي تؤثر على حياته ومستقبله، نحو بناء يمن جديد يفرض إرادته بعيداً عن الغير.