عيدروس الزبيدي يلتقي برشاد هائل سعيد والكشف عن تفاصيل ماحدث
التقى عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم، في...
انتقد الصحفي ياسر اليافعي بشدة الأداء الاقتصادي في المحافظات الجنوبية بعد عام 2015، محملاً السلطات هناك "مسؤولية تاريخية" عن الفشل في تنظيم العلاقة مع الكيانات الاقتصادية الكبرى، وفي مقدمتها مجموعة هائل سعيد أنعم.
وأوضح اليافعي أن مجموعة هائل سعيد أنعم استفادت لعقود من "تسهيلات وامتيازات" واسعة خلال فترات الحكم السابقة، في إطار "تبادل واضح للمصالح والمنافع". هذه العلاقة، بحسب اليافعي، مكّنت المجموعة من "التغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع، ومن ثمّ الاستحواذ على قطاعات اقتصادية كاملة"، مشيرًا إلى أن رؤيتها الاقتصادية تنبع من "عقلية تاجر محترف، يعرف كيف يناور داخل شبكة المصالح، ويُحسن استثمار علاقاته مع الدولة العميقة".
وفي المقابل، حمل اليافعي السلطات في المحافظات الجنوبية بعد 2015 مسؤولية عدم ضبط هذه العلاقة. وقال إن المطلوب كان "تنظيم العلاقة وفق أسس اقتصادية واضحة، تراعي أولاً وأخيرًا مصلحة الجنوب، وتحول دون خلق لوبيات فاسدة جديدة تسعى لاحتكار السوق بعقلية إقصائية متخلفة"، بدلاً من الدخول في صراع مع هذه الكيانات.
وانتقد اليافعي بشدة ما أسماه "غياب الرؤية" و"عدم بناء اقتصاد حقيقي" بعد 2015، حيث أُهدرت الفرصة لتأسيس بديل اقتصادي جنوبي. وأشار إلى أن معظم رؤوس الأموال المحلية اتجهت نحو "الاستثمار العقاري والمولات" بدلاً من دعم "القطاعات الإنتاجية الحيوية المرتبطة بحياة المواطن". كما ألقى باللوم على غياب التخطيط والرؤية من قبل السلطة المحلية في عدن، مما حول "هذه الفوضى الاستثمارية إلى مصدر للابتزاز وتحصيل الأموال دون مردود حقيقي على الأرض".
واقترح اليافعي أنه كان بالإمكان تأسيس "شركات مساهمة جنوبية تُدار بكفاءة وتستهدف السوق الاستهلاكية الأساسية – كالسلع الغذائية – وتسهم في الحد من تغوّل الشركات التقليدية الكبرى" من خلال جهد مشترك بين السلطة والمستثمرين.
واختتم اليافعي بالقول إن الجنوب لا يزال يعاني من "غياب الرؤية، ومن تحكم المصلحة الشخصية والمناطقية في مسار القرار الاقتصادي، وسط عشوائية وهمجية لا تعكس أي نضج أو تعلم من دروس الماضي".