تفاصيل مؤلمة لاعتقال العشاري في صنعاء

كريتر سكاي/خاص:

كتب شقيق المعتقل عاصم العشاري بيانا جاء فيه:

من عماد عبدالقوي العشاري – أخ المعتقل عاصم العشاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أكتب إليكم اليوم كأبسط إنسان ، كصوت احد ابناء المجتمع، كأخٍ مكسور، يبحث عن أخيه منذ أكثر من عام.

أخي عاصم عبدالقوي العشاري، لم يكن معاديًا لكم، ولم يحمل سلاحًا، ولم يرفع شعارًا ضد أحد، بل كان متعاونًا، طيبًا، يعمل في المجال المدني، ويخدم الجميع بصدر رحب.

في 31 مايو 2024، تم توقيفه وهو مسافر مع زوجته وأطفاله، ثم اختُطف، وأُخفي قسريًا، وأُخذ من بين أطفاله إلى مكان مجهول، ولم نعرف عنه شيئًا حتى بعد مرور شهور.

تخيلوا أن أخاكم يُختطف هكذا… دون تهمة… دون محاكمة… دون تفسير…
تخيلوا أن أمكم ترى ابنها مقيدًا، وأطفاله مذعورين، ثم يُغلق الباب عليهم ويُتركون في ظلام الصدمة.
تخيلوا أن والدكم يُصاب بجلطة من القهر، عاجزا ان يرى فلذة كبده ….

واليوم، وبعد مرور أكثر من ٤٠٠ يوم، وصلنا أن عاصم فقد جزءًا من بصره في معتقله ، ولا يُسمح له حتى بالذهاب إلى طبيب مختص… ولا نعرف ما الذي يمكن أن نفقده غدًا.

إلى كل من يعرفنا،
إلى كل من يعرف عاصم،
إلى من لازال يُدين لربه بأمر بمعروف ونهي عن منكر،
أليس فيكم رجلٌ رشيد؟

لماذا يُترك إنسان مثل عاصم – المعروف بنزاهته وطيب أخلاقه – يُكسر بهذا الشكل؟ لماذا الصمت؟ لماذا هذا الجفاء؟ لماذا يُعذّب من لم يُذنب؟

أنا لا أطلب معروفًا،
ولا أرجو عطفًا…
أنا فقط أطالب بحق أخي في أن يُعامل كإنسان،
بأتفه حقوقه حتى لو كان في غير وطنه !، أن يُعانق أولاده، أو يُعالج من ضرر في جسده سببه السجن لا الحياة.

أسألكم بالله… أليس بينكم من يستطيع أن يقول: هذا ظلم؟

أفرجوا عن أخي، أو أخبرونا ما هي تهمته.
دعوه يُعالج، أو قابلونا وجهاً لوجه وأجيبونا.
لا تتركوا أمه تبكي في كل ليلة. لا تتركوا والده ينهشه القهر. نحن نكابر ونكابر في مذبحة الضمائر ..

والله، ما أكتب هذه الكلمات إلا بعد أن ضاق بنا كل باب…
لكن باب الله لا يُغلق، وقد نطرق عبر هذه الرسالة باب ضميرٍ حيّ لم نصل إليه من قبل.

رحم الله من سمع النداء، وسعى فيه بما يستطيع.

أخوكم الموجوع:
عماد عبدالقوي العشاري