عقب اسائتهم المتعمدة لنساء عدن.. دعوات واسعة النطاق لمقاطعة صفحات مشهورين
دشن ناشطون حملة الغاء الصداقة والحظر والتبليغ على حسابات مشهورين على فيسبوك بعدنوبحسب الناشطون فان ا...
منطقة تورصة التي مزقتها سيول الأمطار الغزيرة وحولتها إلى جزر معزولة ولليوم الثاني على التوالي، تجلى أسمى معاني الإنسانية في صورة سائق سيارة صالون بسيط. يدعى عميد القاضي، اسم سيذكره أهالي المنطقة طويلاً، لم يقف مكتوف الأيدي أمام قسوة الطبيعة وعزلة مركز تورصة المنكوبة.
فبين هدير السيول التي اجتاحت المنطقة بعنف، وصل إلى مسامع عميد أنين مريض يرقد على فراش الموت في منزله المحاصر، يستغيث طلبًا للعون. وفي ظل الظروف القاتمة التي خيم عليها شبح العجز، أضاء قلب هذا الرجل شمعة أمل. لم يتردد لحظة، بل استجاب لنداء ضميره الحي، وقرر خوض معركة شبه مستحيلة ضد الأمواج المتلاطمة وفي يوم أمس السبت قادعميد سيارته، التي بدت وكأنها فارس شجاع يخترق عباب طوفان هائج، وانطلق في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر سيول جارفة كجيش عرمرم. صور ومشاهد تقشعر لها الأبدان، وثقها الأهالي ، انتشرت كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتنقل للعالم أجمع حجم التضحية التي قدمها هذا البطل المجهول لإنقاذ روح بشرية تائهة في بحر من المياه.
تكللت مهمة عميد الإنسانية بالنجاح، ووصل بالمريض إلى محافظة الضالع حيث يتلقى العلاج اللازم هناك. . بذلك، سطّر عميد قصة تضحية وإيثار ستُكتب بأحرف من نور في سجل الإنسانية. عمله البطولي هذا ليس مجرد فعل عابر، بل هو صرخة مدوية تدين الإهمال الذي يعانيه أهالي تورصة والمناطق المجاورة في كل موسم مطر.
فبينما يسطر أفراد أمثال عميد القاضي ملاحم بطولية في وجه الكوارث، يجد الأهالي أنفسهم متروكين لمصيرهم، يواجهون الخطر المحدق في كل قطرة مطر، محاصرين بتقاعس المسؤولين. إنهم يرفعون أصواتهم المبحوحة، مطالبين بحقهم في الحياة، بحقهم في طريق آمن يربطهم بمحافظة الضالع، وينقذهم من كابوس العزلة والخوف الذي يخيم على أيامهم.
إن شجاعة عميد القاضي ليست مجرد عمل فردي نبيل، بل هي صرخة استغاثة مدوية في وجه الصمت، ونداء عاجل للمسؤولين لتحمل مسؤولياتهم تجاه هؤلاء الذين يصارعون قسوة الطبيعة وظروف الحياة الصعبة