شاب من إب يروي تفاصيل تجربته في عدن بعد تعطل جواله لعدة ايام ومواقف تعرض لها

كريتر سكاي/خاص:

 

روى الشاب مبين ابو عسر تفاصيل وصوله عدن وتعطل جواله وبقائه لاربعة ايام لاصلاحه ومواقفه مع المواطنين.

وجاء بمقال مبين:

أربعة أيام في عدن.. بلا جوال، انتهت بالبحث عن شقة للسكن والاستقرار فيها.

أربعة أيام عشتها وكأنها أربعة أشهر، كنت فيها بدون جوال، ولا أي وسيلة تواصل، لكن ما وجدت نفسي وحيداً لحظة.. كل شارع مشيت فيه تائهاً.. كل ساحل زرته..كل وجه قابلته كان يمدّني بدفء واطمئنان وطبطبة تجعلني أنسى بأنني منكوب.

السبب كان خلل تقني كبير في الجوال، عجز عن إصلاحه أغلب المهندسين، إلى أن حصلت شاب في شارع القصر بنفس عمري اسمه "مراد" مهندس شاطر وعبقري، استمر بالعمل على إصلاحه ثلاثة أيام حتى أعاد تشغيله مؤقتاً فقط لأخذ منه ماهو مهم وضروري وما يمكن نسخه، رافقني الجوال 7 سنوات وكان خير رفيق في الاوقات الصعبة.. وحتى عندما انتهى عمره الافتراضي كان ذلك سبباً في فتح أبواب لم أكن أتوقع أن تُفتح بتلك السهولة.. كان المهندس يعمل فوق  الجهاز كأنما يُنعش قلب صديق قديم، يستحق أن أروج له في أكثر من منشور؛ لأنه أعطاني فرصة وداع محترمة لهاتفي!

المشكلة فتحت لي باب للاستقرار في عدن، وبالفعل بدأت أبحث عن شقة لأسكن أنا وعائلتي فيها، مدفوعاً بكرم الناس، ونبل المواقف، والقلوب الطيبة اللي شفتها في كل مكان ذهبت إليه.. في استقبال الفنادق، بالشوارع، بالمطاعم، وفي الباصات.. كانوا من كل محافظات الجمهورية، حتى محافظة صعدة لقيت زائرين من أبنائها "هنا".. كما تعرفت على صديق  عزيز من أبناء صعدة يعمل ويسكن في عدن.. قدم لي خدمة نبيلة.

الصورة المرفقة من "ساحة العروض"  وخلفي يقف جبل حديد التاريخي.. التقطها لي قبل يومين  شاب اسمه عبدالله حيدر، وما إن فتحت الواتساب قبل قليل إلا وقد أرسلها لي واتس.

عشرات المواقف النبيلة التي لا تُنسى، سأعود لاحقاً للكتابة عنها لاحقاً.. موقفًا موقفًا، وحكاية حكاية..لأنها تستحق

شكراً عدن... وشكراً للمشكلة اللي ستكون سبب في تغيير أشياء كثيرة في حياتي أجلتها لسنوات.

شكراً ناس عدن الطيبة.. شكراً لساكنيها وزوارها.