دبلوماسي سابق يدق ناقوس الخطر ويؤكد أن الضربات قد تفوت هذه الفرصة الحاسمة

كريتر سكاي/خاص

حذر الدبلوماسي اليمني السابق مصطفى ناجي من أن الضربات الأمريكية التي تستهدف مواقع الحوثيين على خطوط الجبهات، إذا لم تكن بتنسيق عالٍ مع الحكومة اليمنية، فإنها قد تُفسر كدعوة مبطنة وتمهيد لتحرك بري خارج أي إجماع إقليمي أو ضوء أخضر من الدول الراعية للسلام.

وأشار ناجي أن هذه الضربات توحي بأن واشنطن تدفع نحو توسيع المواجهة مع الحوثيين وإشراك الأطراف المحلية فيها، بهدف تحقيق مكاسب استراتيجية وتغيير معادلة القوة لدفع الحوثيين للاستجابة للحلول السياسية، وليس للقضاء عليهم بشكل كامل.

وأعرب الدبلوماسي السابق عن خشيته من أن تُفوت الحكومة اليمنية هذه الفرصة "نتيجة الانتظار الطويل واشتراطات بعض الأطراف الداخلية لنضوج ظروف المعركة البرية، وضمان تقاسم مبكر للمواقع يتم التعبير عنه بطريقة طفولية".

واعتبر أن "التصرفات الميدانية، والمهاترات الإعلامية بين هذه المكونات، تكشف عن صراع مبكر وخارج أي إعداد أو أولويات، وتُظهر انفلاتاً إعلامياً قد يثني الأطراف الدولية والإقليمية عن التعامل مع القوات الحكومية للانتقال إلى المرحلة التالية".

وحذر ناجي من أن هذه "التنازعات تمد جماعة الحوثي بقربة الإنعاش للمرة الألف"، مؤكداً أنه "بعد شهرين، سيدرك الأمريكيون — أكثر مما يدركون اليوم — أنه لا يوجد طرف ميداني يمني يمكن الوثوق به، مهما حاول رشاد العليمي تقديم صورة شراكة فعّالة وناجحة".

ولفت إلى أن الأطراف اليمنية "تدّعي وجود قيود إقليمية ودولية، لكنها تتناسى أنها هي القيد الأكبر أمام تغيير خارطة السيطرة، وخطوط النفوذ بين الحوثيين والحكومة"، منتقداً انتظارها لاجتماعات مع سفراء دوليين لتشكيل مواقفها، متجاهلة تطورات الأوضاع الميدانية وسرعة المتغيرات الدولية.

وكشف عن عدم تعامل هذه الأطراف بجدية مع "مسألة خلق حد أدنى من الانسجام والجاهزية العملياتية داخل الحكومة المعطّلة - باستثناء لقاءات هامشية متقطعة-، منذ شهور".

وأكد ناجي أن "المشكلة ليست في القوات المسلحة، ولا في بسالة الرجال في الميدان، بل في الحسابات السياسية الحزبية والجهوية"، مشيراً إلى أن "المشكلة الأكبر في غياب جهاز حكومي قادر على تسيير مؤسسات الدولة ومواجهة تحديات المعركة البرية وما بعدها".

واقترح الدبلوماسي السابق "حلاً حالمًا" يتمثل في "تشكيل حكومة حرب من داخل هذه الحكومة، وتجميد نظام المحاصصة حتى الوصول إلى المراحل النهائية من هذه المعركة".