صحفي شهير ينتقد تكرار وصف المحتجين بـ"القلة" ويحذر من هذا الامر

حذر الكاتب والصحفي فتحي بن لزرق من مغبة تجاهل الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في محافظة حضرموت، مشيراً إلى أن هذا التجاهل يمثل تكراراً "لأخطاء الماضي" التي ارتكبت إبان ظهور الحراك الجنوبي في عام 2007.

واستذكر بن لزرق كيف سارع المقربون من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح آنذاك إلى التقليل من شأن مظاهرات الحراك الجنوبي ووصف المشاركين فيها بـ "شرذمة" وتجاهلوا الأسباب الجذرية التي دفعتهم للخروج. وأكد أنه لو أن النظام آنذاك "أصغى إلى الصوت القادم من الشارع، لربما كان بوسعه تدارك الانفجار القادم".

وانتقد بن لزرق ما وصفه بـ "إعادة الكرّة" من قبل أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي، الذين يسلكون "ذات المسلك" في تعاملهم مع مظاهرات حضرموت، حيث يصفونها بأنها مجرد "قلة" ضالة. وأشار إلى أن هذا يحدث رغم "إدراكهم العميق أن رقعة الغضب الشعبي تتسع، وأن محاولة شيطنة تلك الأصوات لا تُسكت الوجع، بل تؤجّجه".

وشدد بن لزرق على أن "الإنصات لمطالب المحتجين، والتعاطي معها بجدية، هو الخيار العقلاني الذي ينبغي أن يُتخذ اليوم، لا غدًا". واختتم تعليقه بالتعبير عن أسفه قائلاً: "فاليمن، للأسف، تبدو وكأنها البلد الوحيد الذي يُصر ساسته على إعادة إنتاج أخطاء من سبقوهم، والسير بثقةٍ نحو ذات الهاوية."