نجاة قيادي عسكري بارز من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة
نجا العميد رائد الحبهي، اليوم، من محاولة اغتيال غادرة استهدفته بعبوة ناسفة في مدينة عتق، عاصمة محافظ...
منذ الآن، ولأجل التاريخ، أعلنها دون وجل:
لا تصدقوني إن قلت لكم يومًا إنني لستُ اشتراكيًا.
كاذب من يخلع جلده، ومن يتبرأ من رحمٍ أنجبه وسط هتافات الفقراء وجراح المساكين.
قد أتلعثم، قد أتعب، قد أخطئ، لكنني لن أتنكر لمخاض الانتماء الأول.
أنا اشتراكي، لا من باب التبشير العقائدي، ولا من نكاية بالأيديولوجيات الأخرى، بل لأن الاشتراكية في جسدي جنين، نبضه نضال، وصرخته عدالة، وملامحه كرامة محرومين.
وُلدت في بيت لا يُفتتح فيه صباح المولود بالأذان كما جرت العادة، بل بهتافٍ أول:
"اشتراكي أصيل، حر، ماناش عميل!"
لم أُحفظ القرآن أولاً، بل شُحنت بكتاب "رأس المال"،
وقصائد "نجمة تقود البحر"، وروايات محمد عبد الولي.
لم يكن أبي فقيهًا يُبشر بالجنة، بل ثوريًا يبشر بالعدالة.
لم تكن أمي ربة بيتٍ تحرس تقاليد العيب، بل ربة حلمٍ تصفق عند كل خطأ أفعله إن كان باسم الثورة.
كان شقيقي يحمل اسم "جيفارا"، ولم يكن ذلك مبالغة… كان انعكاسًا لحياةٍ لا تعرف التواطؤ.
حاولت مرارًا أن أبدو مستقلاً، بلا هوية حزبية، أن أكتب كصحفي بلا انتماء، أن أُحب دون صراع فكري، أن أعيش كما يعيش أبناء القرية… لكن عبثًا أحاول.
ففي داخلي، يا رفاق، يقبع صعلوك صغير، يلبس قميص "العدالة الاجتماعية" ويسير على حافة الجوع، ويردد في خلده: "الحب مقاومة… والوعي خيانة إن لم يُترجم إلى فعل."
في المدرسة، لم أكن تلميذًا مجتهدًا فحسب، بل كنت تلميذًا متمردًا.
رفضتُ الصمت على مدرسٍ ينام فوق كراسينا، وحرضتُ زملائي باسم النضال المدرسي
في الحب، أحببتُ فتاة تنتمي لبيتٍ إصلاحي، فحُرمتُ منها، لأن أباها اعتبرني "غير سوي"، وأنا لا ألومه: فالهوى عنده محكوم بالانتماء، وعندنا بالكرامة فجاءت من تشبهني فكرا وانتماء
حين طُردت من الثانوية بعد شجارٍ أحمق، لم أندم إلا على أني ضربت الآخر بشراسة الثورة، لا بلسان العقل.
لكنني عدت… عدت من أقاصي الجبال، من مدرسة يسيطر عليها الإخوان، وتوسلتُ تسجيلي باسم "ثائر فبراير"، وبذريعة أن "أمي تملك جربًا من البن"، وقُبل طلبي، لا أدري هل حن الرجل لأمي، أم ضحك من مسرحيتي السياسية.
نجحت.
عدت إلى قريتي بمعدل 94%.
عدت لا كخائب، بل كمن دخل النار وخرج منها شاعرًا لا يحفظ قصائد بل يحفظ نداءات الجوعى.
صنعاء كانت هدفي.
الجامعة حلمي.
لكن المال كان خوفي، وكان عليّ أن أبيع شيئًا، لا الكتب، لا الذكريات، بل "البدلة" الوحيدة التي أهداني إياها قريبي...
باعني شاعر متمرد، أخذ مني البدلة، مقابل رسوم البطاقة الجامعية، لكنه لم يأخذ مني "قصيدتي".
صورت نفسي بها للمرة الأخيرة، وقلت لصورتها:
سأعود إليك يومًا وأنا وزير الثقافة أو رجل الميدان.
**
لم تكن الاشتراكية بالنسبة لي حزبًا، بل تربية.
ولا النضال شعارًا، بل خلاصًا.
ولا المثقف بوقًا، بل سؤالًا وجوديًا لا يهدأ.
أنا شوقي، ابن الجوع والمعرفة، ابن البدلة الوحيدة، وابن البن الذي أقنع مدرسًا متعجرفًا أن يقبلني تلميذًا في آخر المدرسة،
أنا الذي لم يخن الحلم رغم خيانة الحبيبات، ولم ينس أن الفكر حين لا يتحول إلى تمرد، يكون محض ترف.
وإن سألتني يومًا: ما الذي بقي لك من كل هذا؟
أجيبك: بقي لي جنين اشتراكي… لا يزال يركل أحشائي، ويطلب الولادة من جديد.
#شوقي_نعمان
#اكتوبر #ميلاد_حزب_وثورة