وكيل محافظة لحج.. المؤرخ الذي يستحق التكريم
عرفت الأستاذ هاني بن عبد الحميد كرد منذ سنوات فشدني إليه حديثه الهادئ وثقافته الواسعة وحبه العميق لم...
تابعت كما تابع الكثيرون المقطع المتداول للرئيس الأسبق علي ناصر محمد، وهو يستعرض جزءًا من التاريخ السياسي الدقيق والحساس المرتبط بمحاولات ضم جنوب اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي. هذا المقطع، ورغم ما حمله من صدق وتجرد، أثار ضجة إعلامية كبيرة، وفتح أبواب السب والشتم على الرئيس الذي حمل راية الجنوب في واحدة من أصعب مراحله
المؤسف أن البعض لم يشاهد اللقاء كاملًا، ولم يقرأ السياق الذي تحدث فيه الرجل، بل اجتزأ جزءًا من التصريح، وبنى عليه أحكامًا جاهزة ومواقف متشنجة، متجاهلًا أن التاريخ لا يُروى من صفحة واحدة ولا من زاوية انتقامية
الحقيقة التي لا تنكر، والتي حاول الرئيس علي ناصر محمد توضيحها، أن محاولات ضم الجنوب إلى مجلس التعاون لم تكن بدافع إخوة صادقة أو مصالح استراتيجية، بل جاءت نكاية بصالح بعد انضمامه إلى مجلس عربي لم يدم طويلًا. كانت خطوة تكتيكية من بعض دول الخليج، لا أكثر، للتلويح بالجنوب كورقة ضغط، لا كشريك حقيقي وما إن تغيرت المواقف السياسية، حتى تلاشت هذه المبادرات، وكأنها لم تكن
وللتاريخ أيضًا، نذكر بأن فرصة تاريخية أخرى سنحت عندما طالبت دولة الكويت بضم اليمن (بشقيه) إلى مجلس التعاون الخليجي، غير أن السعودية رفضت ذلك، مكتفية بضم اليمن في المجال الرياضي فقط، وكأنها تقول لليمنيين: "أنتم خارج البيت، لكن يمكنكم اللعب في فناءه".
لو أن السعودية كانت صادقة في نواياها، وفتحت أبواب مجلس التعاون أمام اليمن، لربما تغير وجه المنطقة اليوم. لربما أصبح اليمن درعًا حقيقيًا للجزيرة العربية، بدل أن يُدفع دفعًا إلى أحضان إيران، ويُترك فريسة للحروب والتجاذبات.
اليوم، وبعد سنوات من الدم والخذلان، تعود الفرصة مجددًا. والسؤال: هل ستصدق النوايا هذه المرة؟ هل سنشهد إرادة حقيقية لدمج اليمن في المنظومة الخليجية كعضو فاعل لا كدائرة نفوذ؟ أم سيظل اليمن أداة في لعبة التوازنات، يقرب حينًا ويُقصى حينًا آخر؟
كما قال الرئيس علي ناصر محمد بصدق: "إنهم غير صادقين... ولا نية حقيقية لديهم". وربما، في لحظة صدق تاريخية نادرة، علينا أن نواجه الحقيقة: أننا وحدنا من يدفع الثمن، وأننا لا نزال عالقين بين أنظمة لا تريدنا، وأحلام لم تتحقق.
رمزي الفضلي