رحيل الأديب الكبير المناضل زيد محمد يحيى الذاري
*وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنّ...
*وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*
*إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، أتقدّم بخالص العزاء والمواساة في وفاة المناضل الكبير الأستاذ زيد محمد يحيى الذاري، الذي وافته المنية، تاركًا خلفه إرثًا وطنيًا وإنسانيًا عظيمًا.
عرفت الفقيد منذ سنوات طويلة في صنعاء ودمشق وبيروت والقاهرة، حيث جمعتني به علاقة أخوية وسياسية، وهموم مشتركة تتعلق بالوطن اليمني والمنطقة العربية. كان زيد الذاري رجلًا يحمل في قلبه قضية اليمن، ووحدته، وأمنه، واستقراره، ولم ينقطع التواصل بيننا حتى آخر أيامه. جمعنا لقاء قبل وفاته بيومين، وتواصلنا معه يوم أمس للاطمئنان على صحته، حيث طمأننا بأنه بصحة جيدة بعد إجراء فحوصات طبية، لكن مشيئة الله كانت فوق كل شيء.
عندما اطّلعت على رسالته التي يودّع فيها كل محبّيه قائلًا: "البلاد في أعناقكم، لا تفرّطوا فيها، اليمن أمانة، فلا تغدروا بها ولا تخذلوها" تأثّرت كثيرًا، فقد كانت اليمن همّه حتى في اللحظات الأخيرة من حياته.
إن وفاة الأستاذ زيد الذاري خسارة كبيرة للوطن اليمني، وللمواطنين، ولأسرته ومحبيه. وزيد الذاري هو امتداد لأسرة عريقة مثقفة ومناضلة. وأتذكر حديثه معي عن والده، عندما وقف أمام الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين، وقال له: "اتقِ الله يا بن حميد الدين! في علماء اليمن!"، ويومها كان السيّاف قد رفع سيفه لإعدام القاضي عبد الرحمن الإرياني، فوقف بين الإرياني والسيّاف، وبعد هذه الصرخة، أعطى الإمام أوامره بوقف عملية الإعدام، وكُتبت للرئيس القاضي عبد الرحمن الإرياني حياة جديدة، وغادر الجميع ساحة الإعدام لصلاة الجمعة.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته، وأن يُسكِنه فسيح جناته، وأن يُلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
علي ناصر محمد