التواضع_رداء_القائد_الحقيقي
حين تأخذ جولة بسيارتك بين مديريات العاصمة يمكنك أن تميز بوضوح البون الشاسع بين أفراد قوات العاصفة ال...
حين تأخذ جولة بسيارتك بين مديريات العاصمة يمكنك أن تميز بوضوح البون الشاسع بين أفراد قوات العاصفة المتواجدين في نقاط الدخول بين المديريات و بقية القوات الأمنية الأخرى فهناك فرق لا يخطئه العقل قبل العين ، ليس كلامي هذا مديحا مبالغا فيه بل حقيقة يشاركني الرأي فيها كثيرون ، و لا ينكرها غير جاحد .. و بالرغم من معرفتي الشخصية السابقة بقائد تلك القوات و بقدراته الأمنية و العسكرية و انضباطه و حرصه في تأدية مهام عمله الموكلة به ، و ذلك بحكم العمل الذي جمعني به في فترة زمنية حرجة و صعبة ، فلم أكن أتعجب من رؤية ذلك الفرق و التميز التي تتمتع به قواته عن بقية القوات و التشكيلات الأمنية و العسكرية ، فهي بالتأكيد اكتسبتها تلك القوات من قائدها و هي نتاج لجهد و عمل دؤوب و متواصل من قبله جعلته يحظى بقوات هي بمثابة نموذج يجب أن يحتذى به من قبل بقية القادة الأمنيين و العسكريين .
جمعتني الصدف اليوم بعد سنوات عديدة مع رفيقي و أخي العزيز القائد أوسان العنشلي قائد قوات العاصفة في مقر عمله بمعسكر قوات العاصفة حاليا (الصولبان) سابقا .. اتذكر أن آخر زيارة لي كانت لهذا المعسكر قبل عشر سنوات تقريبا ، ما صنعه العنشلي بهذا المعسكر خلال فترة وجيزة من انتقاله اليه كان أشبه بإعادة الحياة إلى جسد ليس فقط ميت بل مهترئ و يتداعى ليصبح ترابا ، و في ظرف شهور حوله هذا الرجل إلى كيان تدب فيه الحياة أينما تنقلت بين أركانه و مبانيه ، فبمجرد دخولك من البوابة الرئيسة ترى على يمينك ملعبا معشبا يكسوه الإخضرار يبعث بالنفس الشعور بالراحة ، بعد خطوات قليلة فقط ترى أمامك أعمدة تحمل ألواح الطاقة الشمسية بشكل انسيابي و جميل و في طريقنا إلى مكتب قائد المعسكر ترى مباني منتظمة و أخرى قيد الإنشاء و لم تكتمل أعمال البناء فيها بعد حينما سألنا عنها أخبرونا بأن هناك مخبزا خاص بالمعسكر و مطبخا خاصا أيضا يعنى القائد بنفسه على توفير كافة الاحتياجات الخاصة به و بجودة عالية هناك في الجانب الآخر مستشفى تم انشائه حديثا و مسجدين صغيرين أيضا( مصلى ) هناك قاعة خاصة بالطعام و بوفيه خاص أيضا ، هناك مبنى خاصة بالضباط على هيئة غرف مجهزة بسبل الراحة و كذلك غرف الأفراد لا تقل تجهيزا عنها ، و حينما تكون للقائد رؤوية خاصة ، تراه يعنى براحة أفراده ليس ذلالا منه لهم بل ليشعرهم بالانتماء إلى مواقع تدريبهم و بنائهم ، فلم استغرب كثيرا بعد كل ما رأيت حينما أخبروني أن هناك صالون حلاقة و شاشة عملاقة في باحة المعسكر .
كل ما ذكرته سابقا و ما أشرت اليه لم يكن شيء مبالغا به أو من نسج الخيال يمكن لأي شخص أن يجده أمام عينيه بمجرد زيارته لذلك المكان ، لكن الأهم من ذلك كله هو شخص القائد نفسه فمن الصعب جدا بهذا الزمان تحديدا أن تجتمع صفات الشجاعة و النبل و الإتزان و حدة الذكاء و التواضع في شخص القائد فإن وجدت إحداها غابت الأخرى عنه ، لكنني وجدتها جميعا في شخص أوسان العنشلي .. أسأل الله أن يوفقك يا أخي و صديقي العزيز في مهام عملك و أن يكتب لك النجاح دوما ، و أتمنى من صميم قلبي أن نرى عشرة بل مائة أوسان يتكررون و يتقلدون مواقع مهمة ، حينها سنختصر الكثير من الوقت و الكثير من المسافات .
#بقلم / نزار أنور