الرئيس ناصر صاحب نظرة ثاقبة

انتشر مقطع مقابلة الأخ الرئيس علي ناصر محمد مع الإعلامية رحمة حجيرة وانتشر كانتشار النار في الهشيم، وتلقيت العديد من الرسائل تسألني عن موقفي من الكلام الذي قاله الرئيس ناصر في مقابلته، فكان ردي إن الرئيس ناصر رجل حكيم وثاقب البصر ورجل دولة، وكأنه قرأ الوضع في ذلك الوقت، وعلم أن محاولة ضم جنوب اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي مجرد نكاية بصالح الذي ضم الشمال إلى مجلس عربي مماثل على الرغم أن هذا المجلس لم يدم طويلًا ومات في مهده، فأرادت دول الخليج أن تجعل منا عصا تلوح بها في وجه صالح.


المتابع لما يدور اليوم في بلادنا يستيقن أن موقف الرئيس علي ناصر محمد كان صائبًا، فدول الخليج لم تكن تريد ضم الجنوب حبًا في الجنوب، ولكنها كانت تريد ضمه نكاية بصالح، وهذا الانضمام فيه تنقيص في حق الجنوب، وإن تحقق ضم الجنوب في تلك الفترة فلن تكون له كلمة في المجلس وسيكون مجرد رقم في دوسيهات مجلس التعاون الخليجي.


اليوم يترجم كلام الرئيس ناصر على الواقع فنحن نعيش اليوم المأساة بكل أركانها ونحن تحت وصاية أغنى دولتين في العالم، بل أنهما أكبر المؤثرين في مجلس التعاون الخليجي، فماذا استفدنا منهم غير سوء الخدمات وتوقف العملية التعليمية وانهيار العملة وتوقف الراتب وانهيار قيمته الشرائية وغياب الدولة حتى أنه ومنذ تدخل المملكة الشقيقة والإمارات مدد الفقر رجليه في هذا البلد، وأصبح المواطن يتمنى كسرة خبز يابسة.


لقد قرأ ناصر الوضع، وعلم أن المماحكات لا تؤدي إلى خير، لهذا وقف ضد أن تقاد دولة اليمن في الجنوب إلى مجلس التعاون الخليجي، لأن الأفكار والتوجهات لم تكن متوافقة، وإنما كانت دول الخليج تنظر إلينا كعصا تمسكها في يدها لتعاقب بها النظام في الشمال كما هو حاصل اليوم الذي نعيش فيه الفقر واللادولة بسبب أننا ارتمينا في أحضان الخليج الذي لم يراع حق الإخوة والجوار، وجعلوا منا عصا لمعاقبة الحوثي في الشمال، فيا لحكمة الرئيس ناصر، فليت لنا مثل الرئيس علي ناصر في الحكمة والدهاء، فهو الرئيس الجنوبي الذي في عهده عرفنا الدولة وعشناها وتذوقناها وشممناها، هذا رأيي ولا عزاء للسبابين واللعانين.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...