ثلاثون عاماً على رحيل والدي.. بطل في زمن النضال
في صباح يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1415هـ، الموافق الرابع والعشرين من فبراي...
السيد الفاضل،، سالم صالح بن بريك
بكل احترام وتقدير، نتوجه إليكم بهذه الكلمات التي تحمل هموم الملايين من أبناء عدن بشكل خاص والجنوب عموماً وكل المساحة التي تصل إليها توجيهاتكم في ما تسمى بالمناطق المحررة بشكل أعم، الذين يعيشون حالة من "الموت البطيء" تحت وطأة الأزمات المتلاحقة.
نعلم دولة رئيس الوزراء أن التركة ثقيلة، وأن التحديات جسيمة، لكن الثقة بقدرتكم على قيادة التغيير لا تزال حية في نفوس الناس، لذا ندعوكم اليوم إلى خيارين واضحين لا ثالث لهما:«إما أن تبدأوا - وبقوة - في إصلاح ما يمكن إصلاحه، وإما أن تعلنوا بصراحة عن من يقف عائقاً أمام مسيرة الإنقاذ.»
لن يتخلى عنكم الشعب إذا كنتم شفّافين معه ، بل سيكون خلفكم يدعمكم ويحميكم، لكن الصمت والتردد لن يُحرقا إلا مستقبلكم، ولن يشوها إلا مسيرتكم العملية والتي عرف عنكم الجد والصرامة والأمانة، وسيحملكم الجميع - وحدكم - تبعات الفشل، حتى أولئك الذين تتذرعون بهم اليوم.
ندرك تمام الإدارك بأن الأمور "معصودة ومُرعمَصَة" كما يقال، لكن التاريخ لا يرحم الضعيف، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وكلنا يعي بأنه لم و لن تكون الخيارات سهلة، لكن الشجاعة الحقيقية تكمن في اتخاذ القرارات الصعبة «لخدمة الشعب، لا لخدمة الأفراد أو التحالفات.»
و تذكروا أن الجميع سيتبرأ منكم يوماً ما إذا انهارت الأمور، كما فُعِل بِسَلفِكم، ولن ينفعكم إلا ما قدمتموه من عدل وإخلاص، وعليه فلتكن خطوتكم الأولى «بالتوكل على الله، ثم بالاستماع إلى صرخات الناس»، و ارفعوا شعار "الشفافية والجرأة"، وستجدون التأييد الذي لا حدود له، و نحن نؤمن بأنكم قادرون على صنع الفرق، لكن الوقت ليس في صالحكم، وكل تأخير هو خسارة لا تُعوض.
وفقكم الله، وأعانكم على حمل الأمانة، وجعلكم خير من يقود السفينة إلى بر الأمان، والأمل بعد الله فيكم لإنقاذنا مما نحن فيه ، وما تنتظرنا من دوامة الطوفان.