رسالة الى الصحة بشان الحميات بعدن

شفت خبر أمس انتشر حول مبادرة قام بها مكتب الصحة بالتواهي لمكافحة البعوض في المديرية.

المبادرة دُعمت بتقييم من قبل مكتب الترصد الوبائي بوزارة الصحة اليمنية، وكانت النتائج إيجابية وطيبة.

طبعًا، تحققت بنفسي من تلك النتائج، وأن يكون عمل التقييم من جهة غير مسيطر عليها من قبل مكتب الصحة بمديرية التواهي.

وفعلاً، تواصلت مع الوزارة وأكدوا لي أن التقييم حقيقي وفعلي بالنسبة لمديريات العاصمة عدن.

وهنا من الإنصاف أن نقول ونذكر مكاتب الصحة بالمديريات، وكذا مكتب الصحة بالعاصمة عدن، الدكتور أحمد البيشي.

يا جماعة، شوفوا موضوع الصحة بالمديريات، والله خطير ونتائجه عكسية. يعني أرواح ناس، تعرفون ماذا تعني أرواح الناس؟

يعني حياة أو موت، ولهذا بالله دعونا نقف وقفة جادة.

أنت يا مدير مكتب الصحة بالمديرية، أي مديرية من مديريات العاصمة عدن الثمان الحبيبة على قلوبنا، سواء دعمك مكتب الصحة بالمحافظة أو الوزارة أو لم يدعموك، سواء أوفى معك أو لم يوفي بوعوده، اجتهد بالله في الحفاظ على صحة الناس، وإن لم تستطع فلا تخجل أو تخشى أن يقال عنك فاشل، لا والله.

فقط اعترف وقل وبشكل سري، ونحن سنقف معك بما نستطيع، ولو بالجهود الشعبية.

الأهم أن نلمس الجدية والصدق في التعامل وحقيقية نواياك في الحفاظ على أرواح الناس.

أنا أدرك تمامًا أن بعض المسؤولين اليوم يرون في مناصبهم فرصة للتربح والثراء في ظل ضعف الدولة وغيابها، وغياب المساءلة والشفافية.

ولكن اسمح لي أن أقول لك، لو جاز هذا لأي مسؤول، هو من الأساس خطأ وعيب وحرام ولا يجوز، وجريمة نكراء. إلا أنه في قطاع الصحة، يعتبر جريمة مغلظة وكبيرة وجسيمة ولا تغتفر لارتباط ذلك بأرواح الناس.

تصوروا معي جهودًا بسيطة لمكافحة البعوض قامت بها مديرية التواهي بقيادة الدكتور خالد عبدالباقي، مدير مكتب الصحة بالمديرية، نتج عنه نتائج التقييم طيبة.

تصوروا أن عدد حالات الوفاة في جميع المديريات باستثناء مديرية التواهي هو واحد وعشرون حالة وفاة لأشخاص توفوا جراء الحميات.

والجدول التوضيحي يفصل ذلك، وهؤلاء منهم ، هم من ساكني العاصمة الحبيبة على قلوبنا كلنا عدن واكيد سيكونوا إما أطفال أو نساء أو رجال أو من كبار السن أو متوسطي الأعمار. بغض النظر عن ذلك، في النهاية، هذه أرواح ونفس.

لسنا في مقام تقييم فلان من مدراء مكاتب الصحة ونقول عليه إنه يعمل والآخر لا، لا والله، جميعنا نعلم تمامًا حجم الإمكانيات والقدرات والجهود الصعبة.

ولكن نأمل أن نجد تفاعلكم وهمتكم في الحفاظ على أرواح الناس، وأن لا يتكرر هذا التقييم بفضل من الله من قبل الوزارة إلا وقد اختفت حالات الوفاة، على أقل تقدير للحفاظ على أرواح الناس التي أنتم بعد الله مسؤولون عنها أمام الله.

أعتذر عن الإطالة، ولكن كانت هذه الكلمتين محشورين في حلقي وزوري وقلت أقولها لكم كنخبة وأطباء ومسؤولين عن مكاتب الصحة في مديرياتكم.

حفظكم الله ورعاكم، وأعانكم  الله جميعًا في مهامكم، ونسأل الله لكم التوفيق والنجاح.

أخوكم الصحفي / رعد الريمي