نعم.. ايها الكاتب الكبير… لم يفهموا #البوسنة، ولا يريدون ان يهتموا ب غ زة

في كل مرة تباد فيها امة، يخرج العالم بسلسلة من المبررات التي تجمل الجريمة، وتغلفها بشعارات زائفة عن القانون الدولي وحقوق الإنسان والقلق العميق الذي لا يسمن ولا يغني من جوع لكن الحقيقة المرة التي قالها الكاتب الكبير #فهمي_هويدي رحمة الله عليه  منذ سنوات تظل صحيحة بالامس لم يفهموا البوسنة ولن يفهموا غزة اليوم ، ليس لانهم عاجزون عن الفهم بل لانهم لا يريدون ذلك.

لقد شهدت البوسنة ابادة ممنهجة، تحت اعين العالم ومشاركة من الأمم المتحدة تماما كما يحدث اليوم في غزة، الفرق الوحيد هو ان الأدوات تطورت، والاكاذيب صارت اكثر صقلا والضمير العالمي ازداد تصحرا، في البوسنة كان الصرب يذبحون الرجال امام اعين الأمهات ، في غزة يدفن الاطفال تحت الركام بينما يبتسم قادة العالم في اجتماعاتهم الدبلوماسية ، في البوسنة كانت القوات الدولية تفتح البوابات للقتلة، في غزة تفرض الحصار وتمنع الغذاء والماء والدواء وتراقب المجازر بصمت قاتل.

لم يفهموا البوسنة او ربما فهموا جيدا، لكنهم لم يريدوا ان يتدخلوا، لان الضحية لم تكن من العرق الذي يستحق الحياة في نظرهم واليوم يعيد التاريخ نفسه في غزة، لكن بحضور اكثر وقاحة، اصبحت وسائل الاعلام تسمي المقاومة إرهابا، والاحتلال دفاعا عن النفس، والمجازر عمليات جراحية دقيقة!

يا ايها الكاتب الكبير قلتها يوما ولم يستوعبوا… واليوم غزة تباد، فلا احد يريد ان يفهم ولا احد يريد ان يتحرك ، العدل في هذا العالم لا يمنح للضعفاء ولا يعترف الا بمن يفرضه، غزة وحدها تماما كما كانت البوسنة وكما كانت فلسطين، وكما كانت كل ارض نكبت بوحشية القوة وصمت العالم.

التاريخ لا يحكى لكي ننساه، بل لكي لا نعيد الخطا مرة اخرى. لكننا اليوم نكرر المشهد ذاته، ربما لاننا لم نتعلم، وربما لانهم لا يريدون أن نتعلم.

#عارف_ناجي_علي

مقالات الكاتب