كتب عبدالملك الصوفي:وللحرّيّة الحمراء باب .. بكلّ يد مضرّجة يُدقُّ.
وللحرّيّة الحمراء باب .. بكلّ يد مضرّجة يُدقُّ. عن عهدٍ اختل فيه ميزان الحق، أتحدث… عن أحل...
أَحِنُّ إلَيَّ..
متَى ألتقيني؟
سَألتُ المسافاتِ والوَقتَ،
قالوا: ستَحتاجُ خَمسينَ عامًا
مِنَ الرَّكضِ فَوقَ الخَرائطِ
حتَّى تعودَ إليكْ.
تَحيَّرتُ في قولِهِم وانذَهلتْ.
التَفتُّ أمامي
رأيتُ الرِّياحَ فنادَيتُها:
يا رياحُ تعِبتُ رحيلًا،
وظِلِّي تَناءَى وغابْ،
ولم يَهتَدِ الخَطوُ أيَّ سبيلٍ..
متَى ألتقِيني؟
دَنَت مِن سؤالي وقالَت:
- مُحَدِّقَةً فِيَّ، رَافِعَةً حاجِبَيها -
أمَا تَستَحي؟!
ثُمَّ أَكمَلَتِ السَّيرَ والإغتِرابْ.
سألتُ السَّحابْ،
وقَد كانَ مُنشَغِلًا بالتَّكَثُّفِ والإنهِمارِ؛
فلَم يلتَفِتْ لي.
تَوَجَّهتُ نحوَ الجبالِ،
سألتُ ارتِفاعاتِها بارتِباكٍ
متَى ألتقيني؟
أجابَت:
وجَدتُ شَبيهًا لمَعناكَ يَبكي هُناكَ
على صخرَةٍ وحدَهُ البارِحَةْ،
تمالَكتُ أنفاسِيَ الجامِحَةْ،
ورُحتُ أفتِّشُ قربَ السُّهولِ،
وبَينَ البَوادِ،
وفي فَلسَفاتِ الحَرُونِ،
ولكنَّني لَم أَجدْني
كأنِّي سَرابْ!
حَزِنتُ كثيرًا - كعادَةِ قَلبي -
مَلَلتُ السُّؤالَ .. وعِفتُ الجَوابْ.
.
وها أَنَذا ما أزالُ
أَحِنُّ إلَيَّ، ولَن ألتقيني..
حَنينَ الغُبارِ علَى الطَّاوِلاتِ،
حَنينَ الصَّدَا فَوقَ مِزلاجِ بَابْ.
-------
حسين المحالبي
5/2