المهرة تستعد لإطلاق مهرجانها التراثي الثاني 2026: احتفاء بالأصالة وصمود الهوية ضد الاندثار

كريتر سكاي/خاص:

تستعد محافظة المهرة لإطلاق المهرجان التراثي الثاني لعام 2026، وسط أجواء تعبق بالأصالة، في وقتٍ تتكاثف فيه التحديات أمام أبناء المحافظة الساعين للحفاظ على إرثهم الثقافي واللغوي من الاندثار أو الانتحال.

وحسب مصدر محلي: فإن المهرجان المنتظر إقامته في مدينة الغيضة بميدان خيبل، يأتي في ظل تهميش السلطة المحلية وتغييب إعلامي واسع، وفي مرحلة تتعرض فيها الهويات المحلية للذوبان وسط امتزاج الحضارات وتأثر المجتمعات بالثقافات الوافدة.

ورغم ذلك، يواصل المجتمع المهري مقاومته وصموده المعتاد، لترسيخ أصالة موروثه، مؤكدًا أن الهوية لا تُمحى ما دامت الذاكرة حاضرة والإرادة يقظة.

يهدف المهرجان إلى صون التراث المهري من الطمس والتزييف، وإبراز ملامح الأصالة المتجذّرة في سلوك الإنسان المهري، الذي بقي وفيًا لعاداته وقيمه رغم موجات العولمة والتأثير الخارجي.

في وقتٍ تسعى فيه بعض القوى لطمس هذا الإرث أو نسبه إلى غير أصله، ينهض أبناء المهرة بعزيمة لا تلين، مؤكدين أن تراثهم ليس ماضياً، بل هوية حاضرة ومقاومة ثقافية تُبرز أصالة التراث.

وتشهد بعض الفقرات التراثية، وخاصة مزاينة الإبل، تحديات إضافية، إذ فرضت السلطة المحلية إجراءات مشددة على العاملين فيها في محاولة لاحتكارها بيدها، في خطوة أثرت على سير هذه الفقرة التراثية.

تتنوع فقرات المهرجان بين عروض فلكلورية تُجسد روح المكان، من أبرزها مزاين الإبل التي تبرز جمال السلالات العربية الأصيلة، ومشاهد تمثيلية للحياة البدوية تحكي قصة الصحراء والكرم والفروسية.

ويأتي المهرجان امتدادًا لمسيرة وعيٍ ثقافيٍّ متجذّر، يجسّد إصرار أبناء المهرة على مواصلة حماية تراثهم، وترسيخ مكانته المتميزة على خارطة الهوية اليمنية والعربية، لا بوصفه ماضيًا يُستحضر، بل حاضرًا نابضًا بالحياة.

في المهرة، لا يُقام المهرجان احتفالاً فحسب، بل مقاومةً رمزية ضد النسيان، ورسالةً للعالم بأن الهوية المهرية ضاربة الجذور في التاريخ، لا يمكن اقتلاعها مهما اشتدت العواصف.

عبدالكريم بادي