الجبزية.. حيث تصنع الأيادي المؤمنة دروب الأمل في مديرية المعافر

في قلب مديرية المعافر بمحافظة تعز، تتجه الأنظار هذه الأيام نحو عزلة الجبزية، ليس فقط لأنها منطقة ذات موقع استراتيجي، ولكن لأن أبناءها يقدمون نموذجًا حيًا في روح المبادرة والتعاون المجتمعي، من خلال مشروع توسعة الطريق الرئيسي المؤدي إلى العزلة.

هذا الطريق الذي طالما شكّل عائقًا أمام السيارات والمعدات الثقيلة والمتوسطة، بات اليوم يشهد تحوّلًا حقيقيًا، بفعل أيادي الخير والتكاتف الشعبي، لتوسيعه وتحسينه وجعله مهيأً لاحتياجات الناس والحركة الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة.

لجنة مجتمعية تنبض بالحياة

المبادرة انطلقت بقيادة اللجنة المجتمعية في العزلة، والتي استطاعت أن تجمع الكلمة وتوحّد الصف، لتكون الحاضنة الحقيقية لهذا المشروع.
وفي مقدمة الداعمين، كان لرجل الخير محمد الصهيبي دور بارز ومؤثر، إلى جانب أعضاء اللجنة الذين عملوا بكل جد وإخلاص، واضعين مصلحة العزلة فوق كل اعتبار.

معدات ثقيلة وأيادٍ لا تعرف التوقف

اليوم، تتحرك المعدات الثقيلة على الأرض، تشق الصخور، وتوسع الطريق، في مشهد يوحي بأن الإرادة الشعبية قادرة على صناعة الفرق حتى دون تدخل الدولة.

أبناء العزلة، سواء داخل اليمن أو خارجه، لم يتأخروا، فالجميع يساهم بما يستطيع، في ملحمة مجتمعية نادرة، عنوانها:
"الطريق لنا.. والمسؤولية علينا".

رسالة للمستقبل

ما يحدث في عزلة الجبزية اليوم ليس مجرد شق طريق، بل إعادة رسم لمسار الوعي والانتماء، ودعوة لكل المناطق بأن الاعتماد على الذات، وتوحيد الجهود، يمكن أن يصنع المعجزات.

إنها قصة عزيمة، وإصرار، وتضحية.. كتبها أبناء الجبزية بأيديهم، ليكون الطريق شاهدًا على وعي مجتمع لا يزال يراهن على المستقبل رغم الألم.

وليد الجبزي