يمني يثير الذهول عقب وصوله الى ٧٠ عام وشكله ٢٨ عام في صنعاء
اثار مواطن الذهول بصنعاء حيث ان عمره ٧٠ عام بينما شكل وجهه ٢٨ عام وقال مواطنون:المسن اليمني يعا...
في خطوة تاريخية، شهدت عدن أول تظاهرة واحتجاج نسوي حديث سميت "ثورة النساء" في عدن كحركة احتجاجية سلمية مطالبة بتحسين الخدمات الأساسية المتردية من كهرباء وماء، وخدمات، في تاريخ 10-مايو-2025م. أجمع على تسميتها مجتمعيا بثورة النسوان، غير أن هذه التظاهرة والاحتجاجات سرعان ما رافقها حملات إعلامية مضللة، هدفت لتقويضها وتشويه أهدافها.
وحول نهج تلك الحملات الإعلامية وعقب رصد شامل فيمكن القول أن بعضها حمل طابع المنظم الممول، فيما الآخر تم كردة فعل و بشكل حماسي عبثي فردي ما عكس بشكل جلي حالة الصراع السياسي الذي تشهده البلاد برمتها والعاصمة عدن بشكل خاص.
أصوات متظاهرات
تحدثت المتظاهرة شفاء باحميس عن كيفية انطلاق "ثورة النسوان" من معاناة حقيقية حيث قالت: "ثورة النساء في عدن خرجت من وجع حقيقي ومعاناة يومية، لكن منذ لحظتها الأولى واجهت حملات إعلامية مضللة سعت لتشويه أهدافها ومطالبها، كما وسعت لإفشالها وعرقلتها".
وعن أهمية الثورة، قالت الدكتورة أمنة الشهابي: "ثورة النسوان أنها تحمل مطالب حقوقية تتعلق بالخدمات مثل الكهرباء والماء والصحة وحق العيش بكرامة، وهي قضايا ثابتة".
قائدات ثورة بلا قيادة
وحول تأكيد أهمية الثورة النسوية بعدن، تقول إحدى المتظاهرات: "ثورة النساء هذه ستُسطر بأحرف من ذهب. ثورة لا فيها لجان ولا قيادات، فقادتها كل امرأة وفتاة في عدن، وعلى رأسهن ربات البيوت. هنّ من بادرن للنشر للخروج ودعوة النساء لمساندتهن من الأوضاع المتردية الخدمية. لا ننكر أن المجتمع كله يعاني، لكن ربة البيت تعاني بشكل مضاعف لكونها أسيرة المنزل بين أطفالها ومتطلبات الحياة وغياب العدالة لإنصافها في مجتمع تفاقمت فيه المعاناة الإنسانية. لانعدام الخدمات وانهيار للكثير من الأسر، للبعض إما انتحار أو طلاق أو جنون.
أسلحة التشويه
تنوعت وتعددت أشكال التضليل وأخذت صنوفًا متعددة وأساليب متغايرة بين أخبار كاذبة، وتشويه سمعة، ونشر شائعات، وتضخيم حوادث فردية، ومحاولة إثارة الفتن، والهجوم الشخصي على بعض رموز الاحتجاجات النسوية. وفي جميع تلك الحالات كان الخاسر فيها هي المتظاهرات النسوان وأهدافهن السامية التي بدأت كتعبير سلمي عن الغضب من الوضع المعيشي الصعب.
وفي هذا السياق، قالت المتظاهرة أشجان شريح: "جاء موقف النساء انطلاقًا من الوضع المؤلم الذي تعاني منه عدن وجميع المناطق التي تقع تحت سيطرة الشرعية. منذ إعلان النساء بإقامة المظاهرات، تم مهاجمتهن بشتى العبارات السيئة والعنصرية عبر مواقع التواصل، حتى التشكيك بانتمائهن الوطني. ولم يكتفوا بذلك، بل وصل الأمر إلى التحريض على استخدام العنف ضدهن".
جهود عفوية
وأكدت شريح: "لكن تم التصدي لذلك الهجوم بشكل كبير ومميز، سواء من النساء المؤثرات في الساحة أو من الناشطين والرجال المؤثرين، وذلك عبر المقالات والفيديوهات القصيرة والمنشورات والصور عبر مواقع التواصل التي تعبر عن سلمية الثورة، وأنها فقط للمطالبة بحياة كريمة للشعب، عبر اللقاءات المرئية والصوتية".
بدورها، قالت الدكتورة أمنة الشهابي: "حصل تشويش وتضليل لهذه المطالب من المنشورات التي كانت تُنشر على صفحات بعض الناشطات في الفيس بوك، مثل التهديد تحاه سلوك معين، وما ستواجهه النساء من عنف من قبل بعضهن وآخر من هذا الكلام الاستفزازي".
قبل وأثناء وبعد
وأضافت د.أمنة الشهابي: "وأثناء الثورة، فعلًا حصل تشويه وانقسام النساء إلى قسمين: وحصلت مشادات كان سببها التحريض الإعلامي ما خلق مشادة سرعان ما تم احتوائها رافق تلك المشادة تنمر وتلفظ بألفاظ غير أخلاقية، وهناك فيديو وثق بعض تلك الحوادث، مثل قضية قتل ثأر بين شخصين لفقت على أنها استهداف لثورة النسوان وهذا كان من نتاج هذا التضليل للثورة والشحن المسموم إعلاميا".
بدورها تضيف إحدى المتظاهرات فضلت عدم ذكر اسمها: "ومن المؤكد أن أي ثورة خاصة، مثل ثورة النساء التي ليس لها راعٍ رسمي ليتسلق عليها من شاء، ستكثر حولها الشائعات وتشويه بحق النسوة المطالبات بحقوق خدمية لا شأن لها بالسياسة وأطرافها. الكل خرج فيها بعيدًا عن موقعه السياسي، مواطن يشكو بؤس المعيشة والمعاش وصعوبة الحال، ولا يوجد خطاب إعلامي يحث على الكراهية أكثر من خطاب العصبوية القبلية الذي تستأثر بالقدسية لها ولمنطقتها، مما يؤدي إلى احتقان بين أفراد المجتمع، للنفور من الآخر بدل التقارب ما أدى إلى فقدان الثقة بين الجميع.
جنود التشوية
وأكدت المتظاهرة التي فضلت عدم ذكر أسمها أنه بالتأكيد أن أي تشويه يقوده هو طرف فقد مكاسبه، وشخص عدائي ومنتقم ممن يقلق راحة باله، فهو غير مكترث بشأنك، بل بشأنه وشأن أسرته وحاشيته. لمواجهة التضليل، يجب الاستمرار بالمطالب والتأكيد عليها كحق مشروع. وكل امرأة من موقعها كقائدة عليها التعامل مع وسائل الإعلام الخارجية، عربية وأجنبية، ومنظمات حقوق الإنسان لمساندتها لنشر قضيتها الحقوقية المدنية، التي لا مساومة فيها".
من جهته تلفت المتظاهرة شفاء باحميش للهدف غير السامي من أشكال التضليل وأنه يتمحور حول خلق انقسام للتظاهرة وقالت: "أبرز أشكال التضليل شملت نشر شائعات مضللة واتهامات باطلة وانتماءات سياسية ومناطقيةوغير صحيحة أُلصقت بثورة النسوان، لخلق انقسام وإضعافها. كان هناك خطاب كراهية وتحريض واضح ضد المشاركات على وسائل التواصل".
تأثير حملات التضليل
ترجع الدكتورة أمنة الشهابي، إلى أن توقف ترخيص بعض الدعوات للتظاهرات من قبل النسوان من قبل الأجهزة الرسمية الحكومية بالعاصمة بعدن، كان سببها أثر هذا التضليل، وقالت: حيث تم توقيف التظاهر بسبب التنمر وترديد شعارات غير متفق عليها.
بالصدد، قالت شفاء باحميش: "هذه الحملات أثّرت على وعي بعض الناس وخلقت ضغوطًا نفسية واجتماعية وحتى سياسية على المشاركات. لكن رغم كل ذلك، إلا أن الثورة النسوية واجهت هذه الحملات بالوعي والتواصل المباشر، والتأكيد على السلمية والحقوقية".
بدورها تقول إحدى المتظاهرات فضلت عدم ذكر اسمها: الإعلام بحكم أنه ساحة مفتوحه لذا عمل البعض على التشويه بالمطالب الحقوقية، ولم يكن هناك تفريق بين الحق السياسي والخدمي المجتمعي الذي يبحث عنه المواطن للعيش حياة كريمة".
أخيرًا وليس آخِرًا
نجحت الحملات الإعلامية المضللة، ولو مؤقتًا، في تشويه ثورة النساء في عدن وتحويلها من قصة كفاح مشروع من أجل الحياة الكريمة إلى ساحة صراع مشحون بالإشاعات والاتهامات، مما يسلط الضوء على خطورة "تضليل المعلومات" كتهديد للحراك الاجتماعي والنسوي السلمي في المجتمعات الهشة.
وحول الجهود المبذولة من قبل النساء بثورة النساء تجاه تلك الحملات التحريضية وحفاظهن على مكاسبهن من الثورة، تقول أشجان شريح: "وبرغم من انخفاض مستوى حملات التضليل، إلا أنها مازالت متواجدة. بالمقابل، لا ينكف المؤثرون، رجالًا ونساءً، على دحضها".
وأضافت: "طالما أن المطالب لن يتم الاستجابة لها، فأتوقع أن تستمر الثورة بوتيرة متصاعدة تتماشى مع ازدياد صعوبة الوضع القاتم أصلًا. واستمرار الثورة سيحتاج بالضرورة إلى تكاتف جهود عدد من الجهات، منها المنظمات الدولية (التي للأسف لم ترتقِ إلى مستوى الحدث)، بالإضافة إلى استمرار دعم المؤثرين، رجالًا ونساءً، من إعلاميين وقانونيين... إلخ".
تلفت شفاء باحميش الدور الحقيقي الذي يجب أن يطلع به الإعلام حيث تقول شفاء : "المطلوب هو دعم الإعلام المهني وتكثيف حملات التوعية وتوثيق الانتهاكات، والتأكيد على أن هذه الثورة تعبر عن صوت شعب يموت يوميًا بسبب انعدام أبسط مقومات الحياة المفترض أن يتحصل عليها دون عناء. وأن خروجهم ليس لأي خصومة سياسية".
تتفق الدكتورة أمنة الشهابي مع طرح المتظاهرات وتقول: "أتمنى تحقيق المطالب الحقوقية من قبل السلطة، ونبذ خطاب الكراهية، فنحن جميعًا نساء في عدن، وكلنا نعاني".
في نهاية المطاف، تقول إحدى المتظاهرات فضلت عدم ذكر اسمها: "لا توجد خاتمة للحقوق، فمادمنا في دولة، فهي مسؤولة وكل مسؤول معني بتلبية احتياجات مواطنيه. المطالب معروفة: كهرباء، ماء، تعليم، صحة، رواتب، وإيقاف انهيار العملة، فهي السبب الرئيسي لما آل إليه وضع المواطنين. وعلى الجهات الحكومية التعامل بروح المسؤولية مع المطالب للحد من الفقر والمجاعة اللذين يقرعان على الأبواب بعيدا عن المناكفات الإعلامية وآلة التضليل الإعلامية الفجة".
ختاما
وعليه، يقول معد التقرير: برغم رصدنا جميع حملات التضليل والتشهير والتزييف التي تمت - للأسف - من قبل الجميع ضد الجميع، إلا أننا فضلنا عدم التطرق لها بالتفصيل؛ رغبةً في رأبِ الصدْع، ومحاولة جادّة لمحو ما لَصِقَ بهذه الثورة الصادقة من غُبارٍ وغَبشٍ. وذلك أملاً في أن يعود لْمع برِيقها، ويُنِيرَ وَجْههَا، وتُوَصِّلَ رِسَالَتَهَا، وتُحَقّقَ مَكَاسِبَهَا الخِدْمِيَّةَ البَحْتَةَ، التي مَا زَالَ يعاني منها الجميع في عدن.