الرئيس علي ناصر محمد يعزي بوفاة المناضل حميد امصير

تلفينا ببالغ الاسى والحزن نبأ وفاة  الوطني والكريم والمضياف حميد امصير الذي تعرفت اليه اثناء حرب التحرير في الستينيات وكنا في رحلة من البيضاء الى المنطقة الوسطى ومررنا عبر السيلة البيضاء وأتذكر اننا توجهنا نحو جماعة من المواطنين المتعاطفين مع الثورة وفي مقدمتهم حميد امصير واستقبلونا بحفاوة وفرشوا لنا السلقة (الحصير) على الارض وكان معنا في هذه الرحلة المناضل محمد ناصر الجعري الخبير بالطرقات والجبال والشعاب والقبائل والكمائن وهو الذي دلنا على هذه القبيلة وكان يرافقنا المناضلين محمد علي هيثم وعلي محمد الصالحي وعبد الله شيخ الرباش وفضل عبد الله الرباش ومحمد هميش (الشيوعي) والصحافي المصري مكرم محمد أحمد.. وعبر المناضل الجعري تعرفوا علينا وقدم لهم الصحافي مكرم كأحد الثوار من سلطنة الفضلي وأنه ولد في الحبشة..
ومثلما هي عادة هؤلاء البدو في الكرم والذكاء فقد ذبحوا لنا الذبائح وأخذوا يقدمونها لنا وهم يقولون:
هذه الرأس لقبيلة المياسر وهذه الرأس لآل حسنة وهذه الرأس لقبيلة الجعري ولكن المفاجأة كانت حين قالوا وهم يشيرون الى مكرم محمد أحمد: وهذه الرأس لابن جمال عبد الناصر..
وقد تفاجأنا بهذا الكلام وانفرجت أسارير مكرم وهم يرحبون به وتناولنا الطعام بعد رحلة مضنية قبل الوصول اليهم وكنا نتضور جوعاً..
وافترشنا الأرض والسماء كانت غطاءنا حتى صلاة الفجر لنكمل مسيرتنا الطويلة التي تحدثت عنها في كتاب الثورة..
التقيته لاحقاً عندما استقبلته في عدن تقديراً لدوره الوطني..
تعازينا الحارة لأسرة الفقيد وجميع محبيه وذويه وآل شنين سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان..
وإنا لله وإنا إليه راجعون..

علي ناصر محمد