محلل سياسي يتحدث عن بحر اليمن وتغيير اسمه

كريتر سكاي/خاص

أثار المحلل السياسي الدكتور كمال البعداني تساؤلات جوهرية حول تغييب التاريخ والحضارة اليمنية عن الوعي الجمعي لليمنيين، مستدلاً بتغيير مسمى "البحر اليمني" إلى "بحر العرب" كنموذج صارخ على "السطو" على الجغرافيا والتاريخ.

وأشار البعداني إلى أن "بحر العرب" الذي يتصدر الخرائط الجغرافية ويُذكر في المناهج الدراسية ووسائل الإعلام العالمية، كان اسمه الحقيقي عبر العصور "البحر اليماني" أو "البحر اليمني". وأكد أن مسمى "البحر العربي" جاء مع "مجيء الاستعمار إلى المنطقة من الاستعمار البرتغالي إلى البريطاني وغيرها".

واستشهد البعداني بعدة مراجع تاريخية وجغرافية لإثبات وجهة نظره، منها ما ذكره الأصمعي في القرن الثاني الهجري في كتابه "جزيرة العرب" عن "البحر اليمني"، ونقله عنه ياقوت الحموي في "معجم البلدان". 

كما أشار إلى العالم الجغرافي محمد بن محمد الإدريسي في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" (القرنان الخامس والسادس الهجري)، والمسعودي في "مروج الذهب ومعادن الجوهر" (القرنان الثالث والرابع الهجري)، الذين وصفوا جميعًا المنطقة المطلة على اليمن من جنوب مكة إلى عمان بأنها "البحر اليماني" لأن "بلاد اليمن تطل عليه".

وختم البعداني استعراضه بابن المجاور في كتابه "المستبصر في صفة بلاد اليمن ومكة وبعض الحجاز"، الذي ذكر "بحر اليمن" و"بحر فارس شرقًا (الخليج العربي)"، وأن ثلثي جزيرة العرب هي من بلاد اليمن. كما أكد أن الهمداني ذكر ذلك في كتابه "صفة جزيرة العرب".

وتساءل البعداني بحسرة: "فكم من أبناء اليمن يعرفون أن البحر العربي اسمه الحقيقي (البحر اليمني)؟ ولماذا لم تدرس هذه المعلومة للطالب اليمني ولم تذكر في المنهج الدراسي اليمني؟".

وحذر البعداني من أنه "عندما تضعف أي بلد ذات حضارة وتاريخ، فإن هذه البلد تصبح عرضة للسرقة والسطو ليس على جزرها وموانئها وسواحلها وشراء (رجالها) فحسب، بل حتى تاريخها يتعرض للسطو والسرقة كذلك". 

منتقدًا من "يشكك بأصلنا ويعبث بتاريخنا وحضارتنا"، ومشددًا على أن المحاولات مستمرة لسرقة الجغرافيا والتاريخ، "يساعدهم في ذلك أقزام تولوا قيادة البلاد في أحلك ظروفها".