قرارات جماعة الانتقالي لعبة لا تقل قذارة عن سابقاتها!!
أمطرتنا الصحافة الموجهة القائمةعلى التعميمات التابعة لجماعة الانتقالي بسيل من القرارات التي تعذر حتى...
أمطرتنا الصحافة الموجهة القائمةعلى التعميمات التابعة لجماعة الانتقالي بسيل من القرارات التي تعذر حتى على من أصدرها أن يحدد صفتها وهدفها،وهل هي (قرارات جمهورية أم حزبية تخص الجماعة) فلا ديباجة ظهرت لهذه القرارات، ولا موافقة من قبل شركاء الجماعة في مخضرية المناطق المحررة فيما يسمى ب(مجلس القيادة)، الأمر الذي يظهر قُبح الصورة التي ترسمها أفعال المليشيات في عدن وما حولها برعاية أطراف التدخل في اليمن!!
تعودنا كلما اختلفت جماعةالانتقالي وتضرر أصحاب المصالح الخاصةفيها أن تُرفع راية مطالب الناس وحقوقهم، وكلما اتفقت الجماعة وتصالحت مع شركائها في جلد الناس البسطاء ونهب حقوقهم،جددت الجماعة ولاءها وخضوعها لما تسميه الشراكة،وأودعت راية المطالبة الحقوقية للناس في ظلام إدراج مكاتب الفاسدين فيها. فمظالم الناس وحقوقهم لم تعد سوى فزاعة بيد فاسدي جماعة الانتقالي يبتزون بها شركائهم في الفساد من الأطراف الأخرى في مجلس مشاورات الرياض!!
بالأمس خرجت الجماعة على الناس بكذبة الإدارة الذاتية، وبررت كذبتها حينها بأنها تمثل خطوة لإعادة الاعتبار للجنوب وقضيته وخطوة على طريق تحقيق الهدف الجنوبي في استعادة الدولة وإنهاء تمثل تضامناً لا رجعة فيه مع المواطنين وحقوقهم وما يتعرضون له من تردي الخدمات. وبدون أي مقدمات، وفي غضون أيام بعد أن استولت الجماعة على المليارات، تراجعت عن كذبتها الذاتية واستمرت معاناة الناس، ولم يتغير شيء في حياتهم حتى اللحظة. وما زال الظلم والفساد يجلدهم بسياط المعاناة وانعدام أبسط مقومات الحياة!
وبالمقابل، للأسف، ما زال البعض يتصرفون بعفوية مع أكاذيب جماعة الانتقالي، رغم انفضاح أمرها وإدراك هؤلاء الناس بأن قضاياهم لا تشكل أي حضور محترم في أجندة شعارات الجماعة الانتقالية. ورغم الوقائع التي تؤكد أن جماعة الانتقالي شريكة في ما يسمى مجلس القيادة وفي ما تسميه حكومة المناصفة، وتسيطر على كل واردات ما يسمى بالمناطق المحررة، ومع كل ذلك، ما زال البعض واقعاً تحت وطأة من (لا يصدق عيونه على أم عياله)!
لا يريد البعض الجنوبي أن يفوق من الاستغفال الاختياري الذي وضع نفسه فيه، ولا يريد أن يدرك أن كل المعارك التي تديرها جماعة الانتقالي هي معارك لا علاقة لها لا بالقضية الجنوبية ولا بحقوقهم المسلوبة والمنهوبة من قبل فاسدي الجماعة وشركائهم، وإنما هي معارك مناطقية سلطوية مريضة تخوضها الجماعة ضد أبناء الجنوب الذين يختلفون معها حول فسادها وحول ارتزاقها وتبعيتها للكفيل الإقليمي، وتفريطها في الأرض والعرض وفي حقوق البسطاء!!
على أساس المثل العربي الذي يقول إن (الطيور على أشكالها تقع)، تمت عملية الجمع بين الشامي والمغربي في جماعات وأحزاب ما يُسمى بمجلس القيادة. وهذه الحقيقة وحدها تؤكد كذبة هذا المجلس وأنه لا يمثل إلا مصالح جماعاته، ومظلة يستظل بها الفاسدون مؤقتًا حتى تصل أطراف الرباعية إلى توافقات مع جماعة أنصار الله (الحوثي). فجماعات ما يُسمى بمجلس القيادة في الواقع لا يجمعهم سوى الفساد والفشل والاتفاق على ابتزاز المواطنين ونهب حقوقهم!
سيعود الزبيدي وجماعته مرة أخرى إلى الحضيرة التي اختاروها كنانًا يحميهم من صقيع الرفض الجنوبي لهم ولسلوكياتهم الشاذة، لأن الاتفاقات والالتزامات التي وقعتها الجماعة مُلزمة لها بالخضوع وعدم الخروج عن القطيع. وقد نشهد بعض التعاطي الإقليمي مع مطالب الجماعة كحزب، وليس كممثل للجنوب ولا كقضية جنوبية، ولكننا حتمًا لن نشهد أي تقدم أو تغيير إيجابي فيما يخص الشعارات الكاذبة التي ترفعها الجماعة كلما شعرت أن الناس أنفضوا من حولها وأنها قد أصبحت الطرف الخاسر في بيعة مشاورات الرياض التي تتعلق بحقوق الناس البسطاء!
أعتقد أنه آن الأوان لأن يستشعر المواطن الجنوبي المسحوق المسؤولية ويلزم حدود الحكمة، وأن لا يجعل من نفسه وحقوقه مطية يمتطيها الوصوليون ووسيلة تعتاش بها جماعات ما يسمى بمجلس القيادة، التي لا تمثل للشعب والوطن إلا محللاً ومظلة تشرعن لعبث أطراف التدخل في الجنوب. تلك الجماعات التي بات حالها لا يختلف كثيرًا عن حال المواطن. فإذا كان المواطن تسحقه الحاجة ومظالم سلب حقوقه، فجماعات هذا المجلس يسحقها ذل الانتظار المهين لرضا جماعة الحوثي عنها والقبول بها ملحقة بما تتوصل إليه الجماعة مع الأطراف الإقليمية والدولية من اتفاقات!
سوف يسدل الستار عن فصل جديد من مسرحية الكذب لجماعة الانتقالي، وتعود الجماعة الناشز إلى منزل الزوجية. وسيكون على المستغفلين من أبناء الجنوب الانتظار سنوات أخرى حتى تتضرر مصالح الزبيدي وأصهاره وأولاد عمومته ومطبليه، وترفع راية الجنوب مرة أخرى. وستستمر الحكاية المضحكة المبكية هذه حتى يفيق المستغفلون من غفلتهم أو يستفيق الكفيل وينهي مهمة جماعته ومرتزقته في عدن. وحتى ذلك الحين، سيعلق البسطاء آمالا لا تتحقق أبداً لوعود من يبررون سقوطهم في مستنقع الجماعة بأنه خطوة للتصحيح من داخل تلك الجماعة!!
عبد الكريم سالم السعدي
13 سبتمبر 2025م