اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وحملة ال16 يوم
يشهد العالم اليوم حراكا حقوقيا واسعا يزداد قوة عاما بعد عام ، يبدأ من الخامس والعشرين من نوفمبر بالت...
يعد اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة مناسبة سنوية تكرسها الأمم المتحدة في الثالث من ديسمبر من كل عام منذ عام 1992م ، بهدف تسليط الضوء على أهمية الاهتمام بالأشخاص ذوي " الاحتياجات الخاصة " بوصفهم جزءا أصيلا من النسيج الاجتماعي
ويأتي هذا اليوم تأكيدا لحقوق تعد في كثير من الأحيان حقوقا منسية ومهمشة في بعض المجتمعات التي ما تزال تنظر إليهم مع للأسف وكأنهم مجرد رقم يضاف إلى " التعداد السكاني " ليس الا ، دون إدراك كامل لقيمتهم وقدراتهم ومكانتهم واهمية وجودهم
وانطلاقا من هذا الواقع ، تؤكد الأمم المتحدة عبر هذا اليوم ضرورة منح الأشخاص ذوي الإعاقة كامل حقوقهم أسوة بجميع أفراد المجتمع ، دون تمييز أو تحيز لأي فئة على حساب أخرى ، ويهدف اليوم الدولي هذا إلى لفت الانتباه لقضاياهم واحتياجاتهم واهمية احتوائهم ، وتوفير منصة لمناقشة تطلعاتهم والتحديات التي تواجههم ، إضافة إلى تعزيز الجهود الرامية لتمكينهم وإدماجهم الكامل في المجتمع
وتكمن أهمية هذا اليوم أيضا في إبراز النماذج الملهمة التي أثبتت أن الإعاقة ليست عائقا ، بل على العكس هي مصدر قوة كامنة إذا ما حظيت بالدعم والرعاية الكاملة ، ومن أبرز الأمثلة التاريخية بذلك هو الرئيس الأمريكي " فرانكلين روزفلت " الذي حكم الولايات المتحدة لسنوات طويلة من على كرسي متحرك بعد إصابته بشلل الأطفال ، وقد كان الرئيس الوحيد الذي انتخب أربع مرات لنجاحاته المتواصلة في حكمه لوطنه ، وقد قاد بلاده خلال اثنتين من أكبر أزمات القرن العشرين وهما : الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية ، وكان له دور محوري في إنقاذ وطنه خلال تلك الحقبة العصيبة
ويجسد هذا النموذج درسا مهما مفاده أن الإعاقة لا تعني الضعف اطلاقا ، بل في كثير من الاحيان يمكن ان تكون دافعا للإنجاز والنجاح ، كما ويسلط الضوء على ضرورة احتواء هذه الفئة ، وتنمية قدراتها وخلق الفرص الكفيلة بتمكينها من تحقيق طموحاتها التي لا تقل شأنا عن طموحات أي فرد آخر ، إذ إن بينهم العلماء والمخترعون والقادة والسياسيون الذين قد يحدثون تغييرا كبيرا في مجتمعاتهم ، ويحققون نجاحات قد لا يستطيع غيرهم الوصول إليها
وبذلك ومن خلال ذلك ، يؤكد اليوم الدولي من كل عام للأشخاص ذوي الإعاقة على أهمية الاعتراف بدورهم ، وتعزيز مشاركتهم وتبني رؤية شاملة لهم تسهم في بناء مجتمع أكثر إنصافا وعدالة وازدهارا لأجلهم بين المجتمع ككل .