20 نوفمبر 2025 / اليوم العالمي للطفل
احتفل العالم يوم امس باليوم العالمي للطفل والذي يحتفل به في العشرون من نوفمبر من كل عام وهو اليوم ال...
يشهد العالم اليوم حراكا حقوقيا واسعا يزداد قوة عاما بعد عام ، يبدأ من الخامس والعشرين من نوفمبر بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ، ويمتد حتى العاشر من ديسمبر الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان
وتعرف هذه الفترة " بحملة ال16 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي " ، وهي حملة دولية تسخر فيها المؤسسات الحقوقية والتنموية ووسائل الإعلام والمجتمع المدني جهودا مكثفة لتسليط الضوء على واحدة من أخطر القضايا الإنسانية والاجتماعية التي ما زالت تمس ملايين النساء حول العالم
وتزداد أهمية هذه الحملة عاما بعد عام ، خصوصا في المجتمعات التي لا تزال فيها قضايا المرأة مهمشة أو غير معترف بها كما يجب ، حيث تأتي الحملة لتذكير العالم بضرورة مواجهة كل أشكال التمييز والعنف والإقصاء ، وبناء بيئة آمنة تكفل للمرأة حقوقها كاملة ، وتتيح لها المشاركة الفاعلة في التنمية والبناء
حيث يشهد العالم منذ الخامس والعشرين من نوفمبر وحتى اليوم اهتماما كبيرا بالتوعية حول هذا اليوم العالمي للمرأة لتذكير العالم بأهمية هذه القضية التي غالبا ما تهمش في بعض مجتمعاتنا ولا يعطى لها الاهتمام الكافي ، فتأتي لتسلط الضوء على أهميتها وتعزيز الأنشطة التي تؤكد ضرورة وضع بنى أساسية للاهتمام بها ، وبناء جسور دعم وتمكين للمرأة من خلالها ، وضمان الحقوق الكاملة التي تضمن لها حياة كريمة وتمكنها من الاستمرار في عطائها دون أي انتقاص من وجودها أو تسطيح لجهودها المستمرة نحو اكتساب حقها المشروع في ميادين الحياة كافة
فهذه الحملة ليست مجرد شعارات أو مطالبات فقط ، بل هي " بطاقة هوية حقوقية " تضمن لها استمرارية البقاء ضمن الحقوق المشروعة دون أي تقليص يمنعها من المضي قدما نحو ما يطمح إليه ، فإذا بدأنا ببحث جذور العنف ضد المرأة سندرك أننا أمام تحد فكري كبير مرتبط بعقول تكبل يدي المرأة وتكمم صوتها ، متجاهلين المكانة العظيمة التي منحها الله ورسوله لها ، ومحذرين بناء على ذلك من انتهاكها أو الاستخفاف بها ، فالأفكار التي تنتهك كيان المرأة لا تمت للإنسانية بصلة ، بل ترتبط بما يشبه " قانون الغاب " ، لذلك نحن اليوم أمام ثورة حقوقية حقيقية عالمية تستحق أن نسلط الضوء بها على كل ما يناهض العنف ضد المرأة وينقذ مركبها المبحر من الغرق
ففي ظل التحديات الفكرية والاجتماعية والثقافية التي تكرس العنف والتمييز ، يبقى الاحتفاء بحملة ال16 يوم مناسبة عالمية تعيد التأكيد على أن حماية المرأة ليست رفاهية ، بل ضرورة إنسانية وأخلاقية وتنموية
وإن تسليط الضوء على هذه القضية هو واجب على كل مؤسسة وكل فرد ، ليكونوا جزءا من حركة عالمية تعيد للمرأة مكانتها الحقيقي ، وتضمن لها حياة آمنة وكريمة ، وتحول دون استمرار ممارسات تعيق دورها الحيوي في المجتمع .
بقلم الشاعرة والكاتبة / دعاء هزاع الجابري