أبين.. عنوان الوفاء وميدان النكران!

أين أنتم من أبين؟!
أين أنتم من رجالها الذين سقوا تراب الجنوب بدمائهم، ودفعوا أثمانًا باهظة في سبيل قضايا الكرامة والحرية والهوية؟!

اليوم يُقصى الشرفاء، ويُهمش الأوفياء، ويُخوّن المناضلون الذين لم يغادروا الميدان يومًا. يُقصى اللواء الركن الدكتور ناصر الفضلي، وهو من سُحل وسُجن ونُفي لأجل الجنوب، وسُحب في الشوارع وتم الزج به في سجون صنعاء القمعية، في الطابق الثالث تحت الأرض في الأمن السياسي بـ"حدة"، لا لشيء إلا لأنه قال: "لا للظلم.. لا للارتهان".

أين صوت الأستاذ المناضل سعيد الحافة؟
أين كلمة الحق التي كان يصدح بها دوعن؟
أين مواقف الأستاذ سالم الخيال؟
أين صلابة الأستاذ صالح أبو الشباب؟
وأين صوت الأستاذ عباس العسل الذي لم يخفت في أحلك الظروف؟

أين أبناء زنجبار، تلك المدينة التي سبقت الجميع في إشعال شرارة العصيان المدني الشامل؟!
أين ماجدات زنجبار اللواتي كن في الصفوف الأولى، يواجهن القمع والغاز والرصاص، بشجاعة قلّ نظيرها؟!

زنجبار لم تكن يوماً على الهامش، بل كانت القلب النابض للثورة الجنوبية، أول من أعلنت "يوم الأسير الجنوبي"، وأول من أشعلت "ثورة الحجارة"، وقدمت فلذات أكبادها فداءً للجنوب، بينما كان كثيرون يلوذون بالصمت أو يختبئون خلف الستار.

واليوم، بكل وقاحة، يتم تسليم القرار لمن لا مؤهل لهم ولا تاريخ، بل لأهل المنافقية والمحسوبية، يتصدر المشهد أرذل القوم، ممن لم يعرفوا للميدان طريقاً، ولا للكرامة معنى.

أما أبين، فتم إخراجها من الحسابات، رغم أنها كانت ولا تزال مصنع القادة، ومنجم التضحيات.
أبين اليوم تُظلم، وأبناؤها يُقصَون، وقياداتها تُخوَّن، وكأن نضالهم لعنة، وتاريخهم جريمة!

فيا من بيدكم القرار..
ألم تشبعوا من طعنات الغدر في خاصرة الوطن؟
ألم تدركوا أن القفز على الرجال الحقيقيين هو سقوط أخلاقي قبل أن يكون سياسي؟
ألا تخجلون من تجاهل من ضحوا بأنفسهم بينما تمجّدون من صعدوا على أكتاف الدماء والكذب والنفاق؟

إنه الغبن بعينه..
إنه القهر بأوضح صوره..
لكننا نعلم أن التاريخ لا ينسى،
وسيأتي اليوم الذي يُرفع فيه الظلم، وتُعاد لأبين مكانتها، ويعود الرجال الرجال إلى صدور المشهد، كما يليق بهم.


القيادي في الحراك الجنوبي 
محمد  كندح